البحرين - جمال الياقوت:
وجَّه ملك مملكة البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة كلمة بمناسبة احتفالات مملكة البحرين بأيامها الوطنية إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية في عهد المؤسس أحمد الفاتح كدولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية، وذكرى تولي حضرة الملك مقاليد الحكم.
وقال ملك مملكة البحرين «في هذه الذكرى الوطنية الباعثة على الفخر يطيب لنا أن نتحدث إليكم، وكما نحرص عليه في مثل هذه المناسبات العزيزة على النفس، لنجدد معكم عزمنا المشترك على إثراء درب التحديث والتطوّر بالبناء على إنجازات مؤسسي دولتنا العريقة التي قامت على ثوابت عقيدتنا، وقيمنا، وتقاليدنا بنهجها المعتدل والمتسامح والمتحضر، وسنستمر، بإذن الله تعالى، بالبقاء أمناء على سيرتهم الجليلة ومسيرتهم المباركة، التي انطلقت قبل أكثر من (200) عام، ونحن نبني وطن المستقبل لأجيال البحرين الصاعدة.
وأضاف «تحل علينا مناسبة العيد الوطني المجيد هذا العام، والتي يعود فضل تأسيسها ورعايتها منذ فجر نهضة الدولة البحرينية المعاصرة، لوالدنا ووالد الجميع الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، ونحن نحتسب أجر مُصابنا الجلل بوفاة فقيد البحرين، العم العزيز، صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، الذي كان نعم العون والسند لنا ولوالدنا من قبلنا ولأهل البحرين الكرام. وستبقى رحلة عطائه الحافلة بالإنجاز الممتد.. الذكرى المشرقة.. والتذكار المشرّف.. بدروسها المتجددة لمعاني البذل المخلص والعمل الجاد التي تجسدها فصول بناء هذا الوطن، والذي يزهو بإنجازاته ويرتقي في مقامه.. بعز ووفاء مواطنيه.
وقال «تواصل مملكة البحرين من منطلق هذا الإرث المتأصل والإرادة الوطنية الحرة، على العمل بصبر وثبات لتجديد النهضة التاريخية والبناء على ريادتها، مستعينين في ذلك بالمولى عز وجل، وعطاء أبنائنا وبناتنا الكرام بمعية الابن العزيز وقرة العين، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد الأمين ورئيس مجلس الوزراء، الذي يتقدم الصفوف في حمل لواء المسؤولية والأمانة الوطنية، مقدرين ومعتزين برؤيته الموفقة وقيادته الملهمة وجهوده المتميزة.. وداعين الله أن يوفقه في أداء ما كلفناه به من مهام، فهو كما العهد به، محل الثقة لتحقيق ما نصبو إليه لخير الوطن ونمائه.
وتقديراً منا لهذهِ الجهود الطيبة والمشكورة فقد أمرنا باستحداث وسام الأمير سلمان بن حمد للاستحقاق الطبي؛ ويمنح هذا الوسام للأطباء والممرضين والطواقم الطبية وكذلك الذين استشهدوا أثناء تأدية واجباتهم الطبية، بالإضافة للأشخاص الذين كانت لهم إسهامات وخدمات جلية في الدعم المادي والمعنوي للكوادر الطبية.
كما قدم الشيخ حمد شكر تقديره للجهود المتواصلة لكافة الفرق العاملة على الصفوف الأمامية في مواجهة الجائحة، وهم من نشهد لهم بالمثابرة والشجاعة والصبر على الصعاب من أجل الغد الأجمل الذي سيحمل، بإذن الله، بشائر الشفاء والتعافي. معلناً بأن البحرين ستبدأ قريباً بتنفيذ حملتها الوطنية لتوفير التطعيم الآمن والمرخص للوقاية من الفيروس المستجد، ولقد وجهنا بأن يتاح بالمجان لكل مواطن ومقيم، على أن يكون اختيارياً لمن يرغب أن يستفيد من هذا التحصين، وكلنا أمل بأننا مقبلون قريباً على عودة الحياة إلى طبيعتها بل وأفضل من سابق عهدها، بإذن الله تعالى.
واختتم ملك البحرين كلمته «لا يسعنا في هذا المقام الوطني الرفيع بمناسباته التي تتجدد معانيها في كل عام، إلا أن نقف احتراماً أمام تضحيات شهدائنا الأبرار منذ فجر التأسيس وحتى يومنا الحاضر، والذين ستبقى ذكراهم العطرة، وبطولاتهم الخالدة سجلاً ناصعاً بالعبر وقصص الفخر والشجاعة بدفاعهم عن مصالح بلادنا.. لتبقى شامخة عزيزة، ولتواصل في حمل رسالتها في الدفاع عن قيّم الإنسانية، ولتكون، كما يعرفها العالم أجمع، واحة أمن وسلام واستقرار لأهلها وجميع قاطنيها. داعين الله عز وجل أن يرحم شهداء البحرين ويسكنهم فسيح جنانه، وأن يوفق قواتنا الدفاعية والأمنية لأداء واجباتهم الوطنية، الذين نتوجه لهم بالشكر والتقدير على إخلاصهم وتضحياتهم لحفظ أمن وسيادة واستقرار مملكتنا الغالية، ونحن نتطلع نحو المستقبل الزاهر، نتوجه للقائمين على المؤسسات الدستورية القائمة والهيئات العامة، وبالأخص الشبابية منها، ولجميع المواطنين بكثير من التقدير على مؤازرتهم المخلصة في كافة الظروف والأوقات، والتي نعتبرها من أقوى الحوافز وأكبر الهبات لبلوغ آمالنا وتطلعاتنا لاستقرار ورخاء بحريننا الغالية، وكلنا فخر واعتزاز بهذا الخُلُقْ الكريم والعطاء النبيل والالتفاف المقدرّ لمواطنينا الكرام.