د. عبدالرحمن الشلاش
مطلوب من المجتمع الدولي تصنيف الحوثيين المدعومين من إيران راعية الإرهاب في العالم ضمن قائمة الجماعات الإرهابية بعد سلسلة تعديات متواصلة.
فهذه المليشيا تعبث باليمن، وهي في مواصلة تخريبها لهذا البلد العزيز علينا تواصل بما لديها من صواريخ فارسية استهداف التجمعات المدنية في المملكة، فمن اعتدائها على مطار أبها وأهداف داخل التجمعات إلى اعتدائها على مكة المكرمة والرياض والطائف وغيرها إلى الاعتداء يوم أمس الأول على ناقلة نفط في ضرب لمصدر مهم من مصادر الطاقة العالمي وهو ما يجب أن تدينه كل الدول حيث التهديد موجه للوقود الذي تستفيد منه كل الدول وترك الأمور دون مواقف حازمة ستؤدي إلى نتائج غير محمودة العواقب.
مليشيا جاهلة حاقدة مدفوعة بأجندة فارسية لا تضبطها قيم ولا أخلاق، وتركها مفلوتة تعبث بهذه الصورة سيهدد دون شك السلام العالمي، وسيؤدي إلى تفاقم الأوضاع خاصة مع المواقف الضبابية للهيئات الأممية.
للأسف مع كل الأحداث الدامية دخل اليمن في منعطف خطير جدًا يتطلب من أبناء اليمن بذل الجهد الأكبر لدحر الحوثيين ومنع العدو الفارسي من التمدد في اليمن العربي فمع مرور الوقت ودعم الأعداء الذي يأخذ أشكالاً متعددة قد يؤدي ذلك إلى إطالة أمد هذه الجماعة جاثمة على قلوب اليمنيين الشرفاء.
على الأرض يسيطر الحوثيون على كثير من المؤسسات ولن يدخروا وسعًا في انتهاج كل السبل للحفاظ على مكتسباتهم وسيطرتهم على أكبر مساحة ممكنة وتعزيز قدراتهم على الأرض بمساعدة أسيادهم في إيران وحلفائهم ومن يساندهم، وحزب الشيطان في لبنان، والحوثي بارع في شراء الذمم، وشراء الولاءات مستفيدًا من الحالة الاقتصادية المتدنية، وحالات القمع والملاحقة لكل من يعارضه واستقطاب المرتزقة وإغرائهم بالمال.
حوادث إطلاق الصواريخ والقوارب المفخخة خاصة في الحادث الأخير في جدة وغيرها تثير الكثير من الأسئلة فإذا كنا نعلم عن الدعم الإيراني الكبير للحوثيين بكل ما يحتاجونه لخوض حرب طويلة فإن الاستفهامات تتعدى ذلك لمحاولة فهم مواقف دول نعلم أنها لا تقف على الحياد مطلقاً، وأحزاب مجرمة مثل حزب الله نعلم مواقفه المعادية المعلنة من قبل زمرته وزبانيته.
أعتقد أنها قد حانت ساعة الحقيقة، وبالتالي حسم الأمور وإيقاف العبث الحوثي حتى ولو لم تحدث هذه الهجمات الصبيانية أضرارًا لكن الوضع بات أكثر تعقيدًا مع مرور الوقت وحادثة جدة أمس الأول يجب أن يكون لها صدى كبير ومواقف حاسمة.