حمد بن عبدالله القاضي

أي مسؤول سواء كان وزيراً أو خفيرًا

لا بد له بالإضافة إلى الأمانة والنزاهة والتأهيل والخبرة أن يكون قادرًا على التعامل مع هدف وروح النظام لا حرفيته، بمعنى ألا يجعله عائقًا عن الإنجاز وإنما سبيل للتيسير على الناس.

هنا بقدر ما يحقق المسؤول النجاح والسمعة الطيبة والذكر الباقي فإنه يجعل المؤسسة المسؤول عنها تنجز رؤيتها ببناء الوطن وفي الوقت ذاته تخدم المواطن.

* * *

عدد كبير من المسؤولين الكبار كالوزراء ظفروا بالنجاح ونجحوا بمهامهم وخلفوا أندى الذكر عند وداعهم لكراسيهم أو رحيلهم لخالقهم رغم أنهم لم يخالفوا نظامًا لكن تعاملوا مع الأنظمة بمرونة.

أسماء عديدة وأتذكر وأنا أكتب هذا المقال ثلاثة منهم:

اثنان هما الآن ببطن الأرض رحمهما الله.. ودَّعا دنيانا بعد ما خدما دينهما ووطنهما ومواطنيهما، وثالثهم بيننا -حفظه الله- والذي بقيت أعماله شواهد له.

* * *

1/ معالي الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ وزير المعارف ثم وزير التعليم العالي، هذا الرجل حقق إنجازات كبيرة بعمله وكان موضع ثقة ولاة الأمر، ولأنه مسؤول نزيه فقد كان ييسر على الطلاب والطالبات والمبتعثين، فقد عرف أنه يتعامل مع الأنظمة والتعليمات بمرونة فيسَّر ابتعاث الطلاب والتمديد لهم لأنه يدرك أنه لم يكن بهذا المنصب إلا لتوفير كل ما يحقق طموحات شباب الوطن كما هي توجيهات ولاة الأمر.

2/ معالي د/عبدالعزيز الخويطر -رحمه الله- فقد كان رغم ما عُرف به من حزم إلا أنه حين يرى المصلحة بأي قرار يساعد على تحقيق مهام الوزارة التي يشغلها فيتخذ القرار، وقد شغل وزارات كثيرة وكان مع كل ما يحقق إنجاز العمل حين يُرفع له أمر من المسؤولين الذين يثق بهم وبأمانتهم وبخاصة ما يتعلق بالطلاب حين كان وزيرًا للمعارف.

يذكر الصديق العزيز د. عبدالعزيز الثنيان وكيل وزارة المعارف على عهده عددًا من القرارات الجريئة التي اتخذها الوزير الخويطر ومنها قرار «كادر المعلمين»، حيث رأت إحدى اللجان تخفيضه لكن لأنه مقتنع به ذهب للملك فهد -رحمه الله- وشرح له الأمر وأهمية تحفيز المعلمين والمعلمات فوافق الملك فهد على عدم التعرض لكادرهم.

3/ د. حمد المانع وزير الصحة الذي بقي فيها قرابة ست سنوات ولكنها كانت سنوات سِمان فقد ارتقى بالخدمات الصحية وعمل وأسهم بانتشارها ولقي دعم القيادة، والجميع يذكر «مدينة الملك فهد الطبية بالرياض» والتي كادت أن تكون أطلالاً حيث تم الانتهاء من بنائها كاملة وظلت سنوات وهي جاهزة للتشغيل لكن لم يتم اعتماد المبالغ الكافية لتشغيلها بالكامل فرأى بقرار جريء أن يتم البدء بتشغيلها حسب إمكانات الوزارة وبالمبلغ المتوفر وشغَّل أحد مستشفياتها ثم ذهب للملك عبدالله -رحمه الله- وشرح له وضع المدينة وحاجة الرياض الماسة لكثرة سكانها والآلاف من زوارها مما يتطلب تشغيل مستشفياتها كافة، وتمت الاعتمادات المالية حتى تم افتتاحها كاملة وأضحت إحدى أكبر المدن الصحية الكبرى بالمملكة التي وفرت المواعيد والأَسِرَّة وخدمت العاصمة وسكانها وأصبحت مدينة مرجعية لكل مستشفيات المملكة.

وبعد:

نثق بأن أي مسؤول مخلص ونزيه سيجد الدعم من القيادة لتوفير الخدمة للمواطن وتوظيف الأنظمة لتطوير الوطن والتيسير على الناس.

* * *

=2=

آخر الجداول

«ومن في الناس يُرضى كل نفس

وبين هوى النفوس مدىً بعيد»

شاعر حكيم:

أجل: من يرضي كل الناس؟