وزارة الصحة اختصرت قوانين العلاقات البشرية بـ(اترك مسافة بينك وبين الآخرين). وعبدالله العلوش يعلل ذلك قائلاً: «بعض البشر ودك حدود المعرفة معهم سلام»!!
ولو كل منا طبق هذا القانون في حياته لانهارت كل المشاعر السلبية التي نكتسبها من علاقاتنا غير المدروسة، وانتهت نهايات كارثية يعقبها تنافر وتناحر وتنابز {... وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}.
«كورونا» هذّبت سلوكنا، وعدلت مفاهيمنا.. ورغم الخسائر الفادحة التي تكبدتها الدولة لمقاومتها، وحماية الوطن من آثارها.. إلا أننا ندين لها ببعض المعروف الذي لا يعترف به إلا مَن كانت حياته على السليقة، ثم سلقته الظروف!!
عرفنا من خلال كورونا أن بعض القُرب كارثة، وقد يورث الأمراض.. وعدنا معها إلى سلوك الإسلام الذي فصله كتاب الله تفصيلاً، الذي يحتم علينا ألا ندخل بيوتنا إلا مستأنسين ومسلّمين على أهلها.. عرفنا قيمة الوقت والوسطية، وأن الوضوء قمة التعقيم ومكافحة الأمراض.. والعودة إلى الأسرة ودفئها وحميميتها.. عرفنا أهمية الجذر، والوقاية التي تنافس العلاج..
عرفنا أمورًا كثيرة غاية في الأهمية.. ولكن المهم أن لا ننساها حينما يغادرنا كورونا، ويصبح ذكرى بإذن الله..
كانت تجربة قاسية، ولكنها مفيدة، خرجنا منها بالعديد من الشواهد والفوائد.. وازداد معها التصاقنا بحكومتنا، والولاء لهذا الوطن الذي لم يدخر شيئًا عنا..
بل كان دائمًا خط دفاع.. كان يشبه الأم التي تفتح أحضانها؛ لتحمي صغارها من نوائب الدهر..
بذل هذا الوطن العظيم بعظمائه كل نفيس ليكون هذا الشعب في أمان وطمأنينة.. انطلاقًا من التوعية والتحذيرات والرعاية والعلاج، فضلاً عن تهاون بعض البشر ومخالفتهم القواعد الاحترازية التي فرضتها الدولة.. فلم تؤاخذهم بالجريرة، بل سارعت إلى نجدتهم وعلاجهم دون مقابل، وامتدت يدها البيضاء للمقيمين في هذا البلد، وطبقت عليهم النظام نفسه دون تفرقة، وتم علاجهم بالمجان.
أي دولة يمكن أن تقدم ما قدمته السعودية بكل هذه التفاصيل؟!!
جدير هذا الوطن بكل وفاء.. أفلا أكون عبدًا شكورًا!!
** **
- عنيزة