لا شك أن احترام العالم للمملكة تكلل بجهود القيادة الرشيدة، وصبرها على المحن والمكاره التي بينت قدراتنا وقواتنا بل وطاقاتنا السعودية الدفينة، وحاضنتها التي اجتمعت فيها عناصر الحياة البيئية والمُجتمعية والتنظيمية والتشريعية، لتطفوا على سطح الحياة بشفافية مُطلقة نبعت من نجاح رؤية المملكة الطموحة، والرامية لأن تكون الأولى ولا غير ذلك.. لتحقيق رفاهية المواطن بتنويع مصادر دخلنا غير النفطية، وتحقيق العوائد الصافية لدعم اقتصادنا التنافسي، وإصلاح سوق العمل وتوفير مزيد من الوظائف، ورفع كفاءة الأجهزة الحكومية واستثمارات صندوق الاستثمارات العامة والبرامج والمبادرات الحكومية الأخرى، الأمر الذي أهل المملكة لقيادة G20 والخروج بالعالم من بوتقة الأزمة الوبائية، غير غافلة ديون الدول المتعثرة والفقيرة وحقوقها في الحصول على اللقاح بتوزيع عادل.. لتصبح المملكة من أفضل عشر دول بين مجموعة العشرين في التعامل مع التبعات الاقتصادية للجائحة.. بل وأبهرت العالم بما تحقق في القطاع الرقمي، لتحصد المركز الأول في التنافسية الرقمية على مستوى دول العشرين في الأعوام الثلاثة الماضية، وقفزت 40 مركزًا في مؤشر البنية التحتية الرقمية للاتصالات وتقنية المعلومات، والأولى في سرعات G5 ، وضمن الدول العشر الأول عالميًا في سرعات الإنترنت المُتنقل، ليجعلها كل ذلك بمقوماتها الوطنية وفق مؤشرات دولية معنية بالأمن، مُتفوقةً في الترتيب على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي عبر خمسة مؤشرات أمنية صادرة عن تقرير التنافسية العالمي 2019 ، وتقرير التنمية المستدامة 2020 ، لتكون المملكة الأول عربيًا، و 22 عالميًا في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي، مُقارنة بالمركز 29 عالميًا من العام الماضي.. بل وحققت المملكة المرتبة الأولى عربياً والـ17 عالمياً في نشر أبحاث كورونا بجهود الجامعات التي مثلت نسبة أبحاثها 1.8 % من الإنتاج البحثي العالمي، وما كان ذلك ليحدُث إلا بدعم وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي العهد -أطال الله عمرهما- المتواصل والاهتمام بالعلم والرعاية بالبحث والابتكار، وتهيئة السُبل كافة أمام أبناء الوطن من العلماء والباحثين في الجامعات السعودية لتحقيق رؤية؛ أنجزت واختصرت الأعوام في فترة قياسية، مما عكست قدرة ومكانة المملكة في التعامل مع كافة الأمور والأزمات، وأخيراً تُحقق المركز الأول عالمياً، والركز الأول على مجموعة G20 في مقدار التقدم بدرجة TIMSS للعلوم للصف الثاني متوسط بـ35 درجة بين عامي 2015 و2019م.
ولم يكن مستغرباً أن يدعو سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كل الحالمين في العالم للانضمام للمملكة التي تسعى لأن تكون مركزًا وحاضناً لمختلف المجالات العلمية والصناعية والإنتاجية؛ ولاسيما أنها ركيزة التحول نحو تحقيق رؤية 2030 ، فزاد احترام العالم لمملكة الإنسانية، عندما وضع ملك الخير وولي عهده نُصب أعينهما هدف تخفيض نسبة البطالة وتمكين المرأة والقضاء على الفاسدين كإحدى أهم الأولويات.
ولعل النجاح هنا مُكلل بما حققه كل مواطن صالح بالتعاضد مع الدولة، وأخص هنا صندوق الاستثمارات العامة أحد أهم المحركات الأساسية لنمو الاقتصاد السعودي في توفير مداخيل مستدامة للدولة لم تكن موجودة سابقاً، ليصبح هذا الصندوق السيادي نقطة التحول الكُبرى في إنجازاتنا ليزداد احترام العالم لمملكتنا العزيزة، التي تربعت بالأمن والأمان، لذلك لم يفاجئني أن تفوز السعودية بصدارة المؤشرات الأمنية من حيث الدول الأكثر أمانًا بين مجموعة العشرين.. حفظ الله بلادي ورفع قدرها بين الأوطان.