فهد بن جليد
برأيي أن سرَّ المبدعين في وسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً (سناب شات) يكمُن في أنهم مُجرَّد أشخاص كانوا بحاجة إلى من يُنصت إليهم في الأصل بكل بساطة، قبل أن تهبط عليهم التقنية من السماء، (السارقون الجُدد) -إن جاز لنا التعبير- هم من يسترقون السمع (بإنصاتهم) لهؤلاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ثم يعودون ليقدِّموا ما سمعوه بطريقة وأسلوب جديد في المجالس، أو عبر ذات التقنية في رحلة البحث عن (مُنصتين جُدد)، ولا تسألني من هم (السارقون القدامى)؟.
في الغرب انتشرت خدمة (الاستماع الكامل) بمُقابل مادي، لمن يحتاج لإخراج ما بداخله من هموم ومشاكل وربما أفكار وأطروحات ومشاعر, في مارس 2017 كتبت عن هذه الظاهرة بذات العنوان, وها أنا أعيد الكتابة اليوم كون الإنصات هو (الحلقة المفقودة) في الكثير من علاقاتنا الاجتماعية، فنصف مشاكلنا ستنتهي تلقائياً لو استطعنا الإنصات لبعضنا بشكل جيد وصحيح، دون مُقاطعة، ولا أعرف هل نملكُ دراسة تحدد نسبة (الرسائل المبتورة) التي نفهمها بشكل خاطئ، نتيجة الصراخ في كثير من الحوارات؟.
الأشخاص العاديون يحتاجون في بعض الأحيان إلى (سمِّيع) حتى لو كان مُستأجراً، يُنصت لأفكارهم وكلامهم، دون مُقاطعة، في وقت عزَّ فيه وجود من يُنصت إليهم, بعض الأذكياء بيننا اليوم ممن يملكون أذان موسيقية، نجحوا في سحر غيرهم (بفن وحسن) إنصاتهم, فالناس بحاجة إلى من يستمع ويُنصت، أكثر من حاجتهم لمن يملك مُفردات وحلول وأطروحات وآراء.. وكلام كثير.
وعلى دروب الخير نلتقي