إعداد - محمد المرزوقي:
في أدب العزلة، صدر حديثًا للدكتور يوسف بن حسن العارف، ديوان شعري جديد، عن دار تكوين، في طبعة أولى 2020م، وذلك بعنوان: «الجائحة: خماسيات شعرية من وحي كورونا»، في اثنتين وخمسين ومئة صفحة، إضافة إلى ملحق خاص بالصور التي جمعها العارف ضمن مجموعة متناغمة من مشاهد التباعد في العديد من مجالات الحياة اليومية، التي تصور العديد من سلوكيات التعامل مع جائحة كورونا، في المنازل، والشوارع، والمساجد، والأماكن العامة، التي جاءت لتكون بمثابة الملحق المصور الذي يدلف بالقارئ إلى مشاهد مصورة، تستكمل بعض ما صوره العارف في خماسياته عن الجائحة، وتداعياتها، محليا، وعربيا، وعالميا، في خماسياته التي نظمها في سياق أدب العزلة، ومحطة من محطات أدب الأوبئة.
وقد استهل العارف ديوانه بمقتطفات من كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ومقتطفات من كلمات سمو ولي العهد الأمين محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظهما الله- تلا ذلك تقديم للشاعر، جاء فيه: تذكرت -وأنا أقدم لهذا الديوان- جائحة غزو العراق للكويت واحتلالها، وحرب الخليج الثانية، وما وجدته من تفاعل من الشعراء، والكتاب، ومنها ما كان يكتبه الدكتور غازي القصيبي وينشرها في صحيفة الشرق الأوسط تحت عنوان: «في عين العاصفة»، التي بدأها في 20 أغسطس 1990م، وانتهت في 14 يوليو 1990م، ثم جمعت بعد ذلك في كتاب بنفس العنوان عن دار جداول 2013م؛ فأدركت وأنا أتذكر بوعي ذهني مقصود، ونحن نمر بجائحة كورونا، وما تلاها من حظر التجوال، والعزل المنزلي، إذ يمر العالم بعاصفة عالمية طالت العالم كله، وأحاطت به، ولا بد من الوقوع في (عين العاصفة)، مستثمرين هذه المحنة، وهذا التحدي لتحويلها إلى فرص أدبية نسميها: أدب العزلة، التي حاولت فيها أن أكتب مقالات نثرية أدبية اجتماعية وثقافية، ولكن ذاكرتي النثرية لم تسعفني حينها، وجاء بديلا عنها (الشعر)، فاستسلمت له، وفرحت به، وبدأت القصائد والنصوص تترى يومياً، على هيئة «خماسيات» شعرية.
ومن عناوين خماسيات العارف في هذا الديوان، نطالع العناوين التالية: يقظة الغافي، نبكي المطاف، بقايا الظلام، يا وحشة الأرض، الحظر والتجوال، عزلة كورونا، جَمعة الأهل، رجبية ما؟!، إيلاف، الصلاة في الديار، درب مشيناه، الأرض لله، زيارة وتفاؤل، كم في العسر يسراً، متى تعود؟!، يا جمعة صليتها ظهراً، شكراً لـ ..، عزلة كورونية بين سطح وحوش، كلنا مسؤول، لا تتصافح، الحماقة والشطارة، جدة.. وشاطئها الحزين، الفجر النقي، وماذا بعد..؟!