إعداد - محمد المرزوقي:
صدر عبد العزيز العلي النعيم، سيرته الذاتية في كتاب، وسمه بعنوان: «حكايتي بعد التسعين»، عن دار مدارك، في طبعة أولى 2020م، متضمنا محطات العمر، وذاكرة التسعة عقود التي نطالع معها العناوين التالية: عنيزة.. مزيج الذاكرة والنسيان، عبد العزيز جمّار كبدي، الروبيان في عنيزة، الحدرة باتجاه البلقاء، وصايا أمي، الكتّاب: بداية تشكل الحرف والحلم، صيّاد لؤلؤ، احتفال ذكوري، عنيزة تشارك في الحرب، بين «الكعابة» واليوتيوب، خليط العملات، مدرسة العزيزية، لهجة أهل عنيزة، «سكرية يا مال عنيزة» رحلة صيد.
أما عن (أم الحكايات)، التي وقفت خلف إخراج سيرة تسعة عقود، في هذا العقد، ليصبح المشوار ماثلاً للعيان، وتتخذ محطات النعيم من هذه الصفحات شرفات نطل معها مع صاحب السيرة على (سير) بين دفتي سيرة واحدة، التي وكأن لسان حالها يقول: النضج.. والنبوغ ركنا تدوين السير.. وبراعة عمر في تدوين الذات، التي يجدها القارئ في هذه السيرة، التي يصف للقراء عبد العزيز النعيم تداعيات تدوينها، قائلا: عمري الآن 93 عاماً، ولا أدري ما الذي منعني من الكتابة عن هذه السنوات الطويلة كل هذه المدة!، لا شيء.. سوى أن الفكرة لم تحضر في ذهني قبل ذلك، أشعر بأن ما تبقى من ذاكرتي هو من دس حفظ الذكريات التي ما زالت عالقة منذ أيام الطفولة، مروراً بهذا المشوار الذي أوصلني إلى هذا الرقم!، 93 عاماً سقط من أيامها الكثير من الذاكرة، وما الذي سيتذكره شيخ مسن اعتاد أن يجيب بعض أصحابه، أفراد أسرته بكلمة «ما أذكر!»، لكنني في أحيان ليست بالقلية تجتمع في ذاكرتي العديد من الذكريات.. والصور.. والكلمات.. الحارة القديمة.. دكّان أبي.. وبيوت الطين.. والرياض.. والقاهرة.. والجامعة.. وهيئة الخبراء.. ومجلس الشورى.