وفاء سعيد الأحمري
أهلاً ديسمبر وأهلاً ومرحبًا بكل الأحداث الحياتية والدروس والتجارب والصعاب التي تجعلنا أقوى. ديسمبر شهر له خصوصية لديَّ جدًا وخاصة أنني ديسمبرية المولد وقوسية البرج. ديسمبر آخر شهر في السنة ووقت مناسب لمراجعة وكتابة الخطط والأهداف وإعادة ترتيب للقيم. كجزء من دراساتي البحثية في الأبحاث النوعية تعودت أن أصنف الإنجازات أيضًا والخطط إلى مجموعات و(ثيمات). فعند تصفحي للأجندتين 2019 و2020 وجدت العديد من الثيمات والفروقات المختلفة.
الثيم الأكبر في أجندة 2019 ازدحامها بالمهام الدراسية والأهداف المحققة والمؤتمرات والمحاضرات مع ملاحظة وقت قليل للعائلة. عندما نظرت إلى أجندة 2020 هناك ثيم أكبر وهو ثيم العائلة بشكل واضح. فلقد كتب بشكل مكرر إعداد ألبان كيك في الثامنة صباحًا والذهاب إلى الحديقة في الـ12 ظهرًا وفتح تطبيق (كلاس دوجو) لأطفالي (مثل تطبيق منصتي في السعودية) في التاسعة صباحًا. وكان أيضًا متكرر الشاي مع البسكويت والفشار في الخامسة عصرًا في شرفة المنزل. والنظر إلى فيلم أطفال سويًا في السادسة مساء. أعتقد أنني للمرة الأولى تكون أجدنتي على هذا النحو، ووجدت متكررًا أيضًا إرسال بريد إلكتروني للمشرف والاعتذار عن حضور أي سمنيار واجتماع وقت دراسة أطفالي وتكرر أيضًا تأجيل الاجتماع بسبب انشغالي مع أسرتي الصغيرة. فبالرغم من كل الصعوبات والانحدارات التي كانت أكثر من الصعود في 2020 سعيدة جدًا أن الثيم الأكبر بنسبة 99 % من الوقت كان لأطفالي وعائلتي الصغيرة.
أيقنت هنا أنه عندما سقطت كل الأهداف المادية برزت القيم الحقيقية وكانت العائلة والصحة والسعادة من القيم الأولى، وأن أي هدف مادي سوف يتم تعويضة لكن أي قيمة معنوية مهمة لا يمكننا إعادة الزمن لإصلاحها. المثير جدًا للاهتمام أن ابني ذا التسعة أعوام عندما طلبتْ منه المعلمة أن يكتب تعبيرًا عن أهم الأنشطة في فترة الحجر المنزلي كتب عن خبزة للبان كيك معي وحكى عن سعادة الموقف عندما حاولت والدته خبز الكيك كيف أنه بالرغم من أنه محترق كان له نكهة خاصة. وذكر أنه كان سعيدًا أن أمه هي معلمته. وكيف أن معلمته تقرر الذهاب للحديقة للعلب الكرة في حين أن الواجب لم ينته بعد. والعديد من التفاصيل دونها لم أعتقد بأهميتها لديه. وفي نهاية مقالته أشار أنه عندما يكبر سيتزوج امرأة تكون مهنتها معلمة حتى إذا جاء حجر صحي آخر يجد معلمة بالمجان لأطفاله (كبير يا سعودي).
الشاهد برغم من صعوبات هذه السنة هناك أوقات ممتعة وخبرات ودروس مكتسبة. وبدلاً من كثرة الشكوى والتذمر من سنة 2020 قد يكون من الجيد أن ننظر ونستخلص. أين كان الثيم والوقت الأكبر فيها؟. حينها ستتعرفون على القيم الأولى لديكم وعلى هذا الأساس رتبوا أهدافكم للسنة الجديدة بحب وتفاؤل بأن القادم دائمًا أجمل. وتذكروا أنه مع كل موقف صعب مررتم به هناك فائدة ودرس جديد مكتسب. فالمؤمن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر. وعام جديد سعيد على الجميع.
** **
محاضر بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن - باحثة دكتوراة -المملكة المتحدة