* «إذا حضر الماء بطل التيمم» عبارة تقال دائماً للفصل في أمرٍ لا يقبل الجدال بتاتًا «البتَّة» وفي الملاعب إذًا حضر الـVar فالمفترض «يبطل الشك» ويثبت «اليقين» لدى الحكام والمتابعين في جميع الحالات الجدلية ليمنح الحق لأصحابه، لكن في ملاعبنا الموضوع مختلف تماماً حيث تجد الـVar هو من يشغل الحكم أولاً بزيادة «ظنونه» حول الحالة باختيار لقطات ضعيفة تجعله لا يتخذ القرار الصحيح، أما بتخطيه حالة تستحق المشاهدة أو التركيز على الحالة الخطأ مما يسبب لاحقاً إلى خسارة فريق يستحق الانتصار أو تعادل فريق يستحق الخسارة، مما ينتج عن ذلك تغيير في لعبة الكراسي من جولة لأخرى في سلم الدوري سواء المتنافسين على المقدمة أو الهاربين من قاع الترتيب، وبالتالي تزيد من أزمة التوتر والانفعال لدى الجماهير بكافة ميولهم وتضع الحكم بين مطرقة الأندية وسندان الجمهور!
* اليوم يا سادة.. باتت الأندية تشتكي محلياً من أمر «الفار» ومزاج من هم خلف هذه التقنية الحديثة التي أوجدت أصلاً لكي تساعد على تقليل أخطاء التحكيم وإنهاء الحالات الجدلية المؤثرة في الملاعب من خلال الاستعانة بتقنيتها، التي أسهمت برفع أسهم الدول المتقدمة كروياً لإكمال تطور اللعبة وزيادة شعبيتها والثبات في بناء قاعده قوية تستقطب أكبر المستثمرين!
* ختاماً أتمنى من اتحاد الكرة الذي لا يزال واقفاً في الزاوية صامتاً أن يتدخل لإنهاء هذه الأفلام الساخرة التي يتبادل بطولتها التحكيم وأبطال تقنية الـVar من خلال استقطاب أفضل حكام للمباريات وآخرين لا ينقصون عنهم في التفوق لغرفة الفار، لكيلا تفقد الأندية استثماراتها والرعاة والداعمين ويبقى حينها عشاق الكرة مذهولين من قرارات قضاة الملاعب.
** **
- ياسر النهدي
تويتر yaseralnahdi@