فهد بن جليد
حتى لو انتهت جائحة (كورونا) وانتفت الحاجة للبس الكمامة، حافظ على سلامة (أنفك - خشمك) ببقائه تحت القناع أطول مُدَّة ممكنة، الأنف أضعف حاسة يمكن أن يستسلم لها الإنسان وتؤثر في سلوكه، رائحة الخبز الطازج التي تفوح من الفرن وتملأ (الهايبر أو المول) ليست من باب الصدفة إطلاقاً، بل هي حيلة تسويقية تلجأ إليها كبريات متاجر الأغذية حول العالم -كنتاج دراسات تسويقية- تؤكد بأنَّ هذه الرائحة تمنح (الهايبر) ثقة أكبر عند المتسوقين، وقيمة أفضل لناحية أن بقية المنتجات المعروضة طازجة أيضاً، وتفتح الشهية بشكل أوسع لشراء سلع أكثر من المُعتاد، وهذا ما يُفسر الاهتمام بوجود الأفران وتحضير الخبز الطازج أمام الزبائن.
الرومان والإغريق كانوا يعاقبون (الزناة) بقطع أنوفهم، اعتقاداً بأنَّ حاسة الشم والروائح مسؤولة عن مثل هذه التصرفات الخاطئة، جملة من الدراسات الغربية الحديثة تذهب إلى أعظم من ذلك لناحية تأثير رائحة الخبز تحديداً في السلوك، فقد وجد الباحثون في جامعة جنوب فرنسا أنَّ الناس أكثر ميلاً لمساعدة غيرهم عندما يذهبون لمتاجر بيع المخبوزات بفعل رائحة الخبز، التي تجعل الإنسان يتصرف بعفوية أكبر، الباحثون نشروا في موقع HEALTHLINE ما يؤكد أنَّ شم رائحة الخبز (المحمَّص) أو المحترق دون وجوده بالقرب، دليل على وجود مشكلة صحية تحتاج زيارة الطبيب فوراً، بل إنَّ بعض شركات تصنيع العطور أضافت (رائحة الخبز) إلى خطوط إنتاج معطرات الجو.
علمياً ثبت تأثير حاسة الشم في الصورة الذهنية والسلوك معاً لدى الإنسان، لذا يبدو أنَّ (الأنف) مفتاح لكثير من الأبواب المغلقة لا يشعر به الإنسان، هذا الأسبوع نشرت جامعة (ساكس) بحثاً يربط بين رائحة الليمون والشعور بنقصان الوزن والرشاقة حتى لو لم يتغير وزنك، وهذه حيلة تسويقية أخرى، بعكس رائحة (الفانيلا) التي تشعرك بزيادة الوزن حتى لو فقدت بعض منه، ومثلها تأثير رائحة القهوة وغيرها.. أبق (أنفك) تحت القناع واسلم بنفسك على طريقة (لطمة) الشماغ سلوك بعض الفرسان.
وعلى دروب الخير نلتقي.