د. صالح بكر الطيار
شاهدنا تلك النتائج المثمرة التي أصدرتها الجهات المعنية الأيام الماضية عن ضبط العشرات من الفاسدين في قطاعات تنموية وأمنية وجاءت البيانات واضحة بالرتب والمناصب والإدارة ونوع الفساد وطرائقه، وأيضاً حجم الأموال التي تم سلبها عن طريق الرشاوي واستغلال النفوذ وسوء استخدام السلطة.. ورأينا النزاهة والشفافية بكل صورها في تلك الأخبار التي أثلجت صدر المواطن والمراقب والمتابع وكل شريف يمقت الفساد ويكره الخيانة الأمر الذي سيسهم في تخفيض معدلات الفساد حتى يتم القضاء على هذه الآفة التي طالما اقتصت من خيرات البلاد وأوقفت مشاريع التنمية وعطلت الخدمات.
نحن أمام عهد شامخ بالأمانة وتوظيف العدل والضرب بيد من حديد على كل فاسد أياً كانت شخصيته الاعتبارية أو منصبه، وهي العبارة الشهيرة التي قالها سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بأنه لن ينجو أي أحد من الفساد كائن من كان وتحوّلت هذه العبارة إلى منهجية قيادية ووطنية وتخطيطية لوقف الفساد والقضاء عليه مستقبلاً ورأينا بعد ذلك الجهود الجبارة التي وظَّفتها الجهات المختصة والتي تتبعت من خلالها العديد من القضايا وفتحت ملفات عدة كانت مغلقة بفعل تعاون الفاسدين فيما بينهم ووفق المصالح المشتركة التي غطَّت كثيراً على الفساد وجعلته في الخفاء واستمر ذلك سنين عديدة.
منهجية عادلة أنقذت الوطن والمواطن ومقدرات البلاد من الفساد الذي شكَّل ورماً في جسد التنمية لسنين طويلة حتى تم الكشف عن أطرافه وما تضمنته الأسماء والقضايا التي أعلن عنها في وقت سابق ثم توالت بعده الأفراح بضبط العديد من الفاسدين الإضافيين وكشف مخططاتهم الأمر الذي جعل من ينوي مجرد النية الخوض في الفساد أن يبتعد عنه وأن يحذر من الوقوع في مغبته ووضعت يد كل فاسد على قلبه والدور سيأتيهم حتماً، فالحملات مكثفة والجهود متواصلة في سبيل الكشف عن الفساد وأربابه في كل الاتجاهات والقضايا المختلفة بكل أنواعها وصورها.
وعلينا جميعاً كمواطنين أن نكون ضمن كتيبة الحرب على الفساد وقد وضعت هيئة مكافحة الفساد كل وسائل التواصل والإبلاغ عن ذلك والقنوات متاحة للجميع على كل مواطن أن يكون عيناً للدولة على كل منبع للفساد أو شكل من أشكاله في أي جهة، وليعلم أن الإبلاغ عن الفساد واجب ديني ووطني على كل مواطن وضرورة تسهم في النهوض بهذا الوطن والسير به قدماً إلى أعلى مستويات ومجالات النماء والرخاء التي ستعود على بلادنا بالخير والأمان.