أحمد المغلوث
كانت وما زالت المملكة مملكة خير وعطاء إنساني بلا حدود عطاء في الداخل والخارج. يعيش مواطنوها في تكافل وتعاون وتكامل اجتماعي منقطع النظير وسعدت مساء الأربعاء الماضي وسعد معي مجموعة من المدعوين الذين تشرفوا جميعاً بالمشاركة في تدشين أحد البيوت التي قام «متجر البر» التابع لجمعية البر الخيرية بالأحساء بترميمه وصيانته بصورة مدهشة ومثيرة للإعجاب والتقدير. وتمنيت هذه الزاوية وحتى سطورها تنقل بدلاً من الكلمات صور كيف كانت عليه حالة البيت المزرية والبائسة الذي تسكن فيه أسرة سيدة مسنة تم إدراج بيتها كحالة حرجة في «متجر البر الإلكتروني» وصاحبة البيت في العقد الخامس من عمرها تعول 4 من الأبناء، وبلغت تكاليف أعمال الترميم والصيانة فيه 95 ألف ريال. وكما أشار أحد المسؤولين في الجمعية بأنه وبفضل من الله ثم بدعم أهل الخير والإحسان تم تغطية كامل مبلغ تكاليف ترميم المنزل خلال يوم واحد فقط، ليبدأ العمل بعد اكتمال المبلغ، واليوم وبحضور المدعوين تم تسليم المنزل للمستفيدة بعد انتهاء أعمال الترميم التي اشتملت على ترميم وصيانة كامل المنزل من غرف نوم ودورات مياه ومجالس وواجهة المنزل وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية مستمرة في متابعة احتياجات منازل الأسر المستفيدة لأعمال الترميم لتحسين منازلهم من خلال مشروع الترميم وفق الشروط والمتطلبات الفنية لأمانة الأحساء، والذي يلقى دعماً ومساهمة من أهل الخير، كما تحرص الجمعية دائماً ومن خلال خدماتها الاجتماعية والإنسانية لتأمين حياة كريمة وآمنة للأسر المستفيدة وفق رؤية المملكة 2030. وخلال كتابتي لهذه السطور تعود بي الذاكرة إلى أربعة عقود مضت عندما كتبت في صحيفة «الرياض» عن أهمية وجود جمعية خيرية في الأحساء. وفي صباح اليوم الذي نشر فيه المقال اتصل بي الشيخ الفاضل (سعد المنقور) شاكرًا على ما كتبته وأن صاحب السمو الأمير محمد بن فهد بن جلوي أمير الأحساء أيامها رحمه الله يطلب مني أن أزوره في مكتبه بعد صلاة الظهر. وعندما التقيت بسموه رحب كثيرًا بالفكرة وناقش جميع الجوانب التي تدعم عملية التأسيس. وأكد أن ما كتبته كان عين الصواب. وما هي إلا أيام وبدأت الاجتماعات التحضيرية وتشكيل النواة الأولى للجمعية. وتمضي الأيام لتصبح الجمعية في عهده جمعية متكاملة العناصر والخدمات. ولتسهم طوال العقود الماضية بتنفيذ مئات البرامج والفعاليات والخدمات ولتحظى بالعديد من شهادات التقدير والوائز والتكريم.. وكان التكريم الأكبر في عهد صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود محافظ الأحساء حيث حققت الجمعية جائزة الملك خالد رحمه الله المركز الأول فرع المنظمات غير الربحية، هذه الجائزة الكبرى التي سلمها لسموه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله. كانت محل فخر واعتزاز للجمعية والأحساء ولا شك أن هذا لم يتحقق إلا بجهود العاملين المخلصين في إدارة الجمعية ومراكزها في الأحساء. وبمتابعة من أمير الشرقية ونائبه وتحظى الجمعية باهتمامها بشكل كبير.. وكم من مرة حظيت الجمعية بزيارتهما وبتقديرهما لما تقوم به من خدمات. انطلاقا من التوجيهات السامية لولاة الأمر- حفظهم الله - وماذا بعد أن «متجر البر» بل جمعية البر نفسها يكاد لسان حالها يقول هيا أيها المواطن يا محب الخير. إلينا سر.. فنحن دائما لدينا مشاريع خير بحاجة لمساعدتك ومساهمتك. ودعمك.. من أجل التخفيف عن الفقراء والمساكين وزيادة دخلهم وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية من خلال تبرعاتكم..