بكري عساس
ذكر المؤرخون في كتبهم قصة رسالة ملك فرنسا للخليفة هارون الرشيد يسأله فيها عن سبب الهدوء والرخاء والعلم والتعليم الذي يخيم على الدولة الإسلامية مع اتساع رقعتها بين القارات! في الوقت الذي كانت بلاده مع صغر حجمها تعاني من الاضطرابات وعدم الاستقرار. رد الخليفة هارون الرشيد على ملك فرنسا قائلاً: (إني أُحسن اختيار الرجال).
من هنا يظهر أهمية اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب، وبدون أدنى شك أن حسن اختيار الكفاءات سبب رئيس من أسباب الاستقرار والتقدم والهدوء في المؤسسة ويخلق (جواً) يساعد على الابداع. من خلال تجربتي في الإدارة وجدت أن هناك صعوبة في اختيار القيادات خاصة لرئيس القطاع الذي جاء من خارج بيئته، فكنت تراني أستشير غير مرة من أثق بهم وبرأيهم وهم كثر ولله الحمد من أصحاب الفضيلة والسعادة. إضافة لذلك كنت أهتم كثيراً بالسيرة الذاتية للقائد وكيفية تعامله مع زملائه في القسم والكلية. وآخر ما كنت أهتم بها مع أهميتها المرتبة الأكاديمية.
ووجدت أيضاً أن الشخص الذي يبدع كرئيس قسم على سبيل المثال، ليس بالضرورة أن يكون كذلك عندما يصبح عميداً، وكذلك العميد الجيد قد يكون غير ذلك لو تم اختياره وكيلاً للجامعة. وللتاريخ والجغرافيا والعلوم وغيرها، لقد مر علي أثناء تشرفي بإدارة الجامعة الكثير من الشخصيات المميزة والجديرة بتقلد المناصب ولكنها كانت تعزف وتبتعد، لدرجة أنني كنت أوسط من لهم عنده حظوة وتأثيراً لإقناع من أرشحه لقبول المنصب. وكنت أصر على اختيار هذه النوعية من الرجال، ولا زال في الذاكرة أن واحداً منهم وافق على مضض مشترطاً بعض الوقت ليعمل استخارة، قلت له: «دكتور لقد عملتها شخصياً وكانت ممتازة فلا داعي لأن تعملها»، بعدها وافق وتبادلنا الضحكات وكان خير من استأجرت القوي الأمين.
قال أحدهم:
الإداري الناجح هو الذي يستطيع تنظيم الأمور على نحو لا يعود العمل بحاجة إلى وجوده.