إيمان الدبيَّان
الحياة تجارب، والمواقف دروس، عبارة كتبتها في يوم بعيد، وأرددها مع كل تجربة وحدث جديد، وهذا العام الذي نشارف على نهايته مرَّ فيه العالم كله بموقف شديد، وهو مواجهة جائحة كورونا التي أثبتنا نجاحنا، وتميزنا في مواجهتها على مستوى العالم بكل تأكيد، ومن البَدَهِي ونحن نوشك على تلقي اللقاح أن نكون استفدنا، وخرجنا من هذه الأزمة بدروس صحية، واجتماعية، واقتصادية على كل الأصعدة المحلية، والخارجية، شخصية، وجماعية.
كان لهذه الجائحة سلبياتها المؤلمة على الكثير منَّا وحتماً كان لها شيء من الفوائد المُعَلِّمَةِ على الأغلب فينا؛ لذا نحتاج إلى وقفات مع أنفسنا، ومراجعات في مؤسساتنا، وأعمالنا.
كورونا غيَّرتنا ليس شرطاً للأسوأ؛ ولكن قد يكون للأحسن.
هناك عادات وتقاليد كانت هذه الجائحة سبباً في ترك الكثيرين لها، وهناك أنظمة واشتراطات طُبِّقَت وستستمر، ونفس الجائحة دافعاً في تشبث الناس بها.
من أهم وأنجح الاشتراطات، والاحترازات التي طبقت هو ما رأيناه في الحرم المكي من احترازات وقائية، وجهود متفانية أمنية، وتنظيمية بكل مرونة، ويسر، وسهولة أتمنى أن تبقى ومنها:
- عدم دخول الأطفال نهائياً لداخل الحرم إلا في أعمار محددة، وأوقات مجدولة خصوصاً في مواسم الحج والعمرة، ووضع أماكن مخصصة لهم لمن يضطر لاصطحابهم برسوم تدفع على كل ساعة، وبحسب نوع الخدمة المقدمة.
- يتم دخول الحرم عن طريق تطبيق اعتمرنا دائماً لضبط إدارة الحشود بطرق مدروسة وآليات غير مسبوقة.
- يبقى الدخول للحرم حسب البوابات المحددة في التطبيق، ومن خلال بوابات إلكترونية لا تسمح بالدخول إلا بما يتطابق مع القراءة الرقمية.
- أن يكون الدخول للحرم من جهات محددة، والخروج من جهات أخرى.
- لا يتم الوصول للمنطقة المحيطة بالحرم إلا بالحافلات المخصصة، أو سيراً على الأقدام، ووضع مسار مخصص لسيارات الخدمات، والمهمات.
- أن تبقى أولوية المطاف في وقت الذروة للمعتمرين.
- إلغاء فرش السفر وقت إفطار الصائمين، ومن يريد الإفطار في الحرم يحمل تمراته المعدودة معه ويأكلها حين الأذان.
- تخصيص بوابات دخول وخروج لأصحاب العربات، والكراسي المتحركة، ومن يرافقهم.
كل ما سبق أمنيات، ومقترحات فردية تسابقت في مخيلتي وأنا أحجز موعد صلاة في تطبيق اعتمرنا لأحد أفراد عائلتي في المسجد الحرام، فراقت لي الشروط المطلوب التقيد بها، والاحترازات التي يجب التماشي معها، وازددت فخراً بجهود الدولة حكومة وجهات مسؤولة، وعلى رأسها إمارة منطقة مكة المكرمة التي تتابع، وتشرف، وتُوجّه، وتُقيِّم كل جهة لها صلة، وتعمل على تطوير كل ما يحقق الراحة للمواطن، والحاج، والمعتمر، والزائر، بكل رحابة صدر، وبكل ثقة.