رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
في جمعة مباركة رحل حسين عن دنيانا بصمت ووقار.. رحل بعد أن زرع المحبة والذكرى الجميلة والسيرة الحسنة.. رحل وهو منهك القوى من آثار المرض الذي لازمه طويلاً، لكنه كان الصابر الشاكر على القضاء والقدر، كان إنسانًا يمارس السعادة، وينشر الابتسامة، ويرسم التفاؤل.. رحل أبو محمد بعد رحلة حياة شاقة، لكن قاومها بكل أمل ورجاء من مولاه أرحم الراحمين، ثم من إخوة أشقاء كانوا له سندًا، ورحماء شاركوه حياته وشاطروه مشاعره وأحاسيسه، حتى وقف يقاوم الألم، ويسعد بالحياة.
كم يكون سعيدًا عندما أمرُّ به عند منزله، وألقي عليه التحية، وأعرج به لعالم محبوبته ومعشوقته (صحيفة الجزيرة).
حسين الصيخان عشق الحرف والقلم منذ شبابه؛ فقبل أكثر من ثلاثة عقود كانت أنامله تداعب القلم؛ لتكتب بدايات صحفية، نمت وترعرعت حتى وجد نفسه محررًا بمكتب الجزيرة بالرس بجانب مدير المكتب الزميل منصور الحمود، واستفاد من خبرته وتوجيهاته، وانطلق في فضاء الإعلام الصحفي حتى أصبح اسمًا لامعًا. وفي تلك الرحلة الإعلامية كانت محافظته الرس في قلبه؛ فكان يحمل همومها من خلال قلمه مبرزًا أخبارها، ورافعًا صوتها، ومعرفًا بها، ومطالبًا بما تستحق من الخدمات.. وكان له السبق في إبراز جزء من تاريخها وتراثها من خلال المقابلات واللقاءات مع بعض الأهالي والأعيان والوجهاء، التي وجدت صدى إعلاميًّا في وقتها.
واليوم نقول وداعًا أيها العزيز الغالي أبو محمد. وإن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا على فراقك لمحزونون. دعواتنا لك بالمغفرة والرحمة، وأن يدخلك فسيح جناته، ويجعل ما أصابك كفارة وطهورًا. اللهم تجاوز عنه، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقِّه من الخطايا، وثبته على القول، وأحسن عزاء إخوته وأخواته، وألهمهم الصبر والسلوان.
وعزاءنا لـ»الجزيرة» برحيل محررها السابق، وتُشكر على مواساتها أبناءها في المصاب الجلل، ومشاركة الأهل مشاعرهم. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- الرس