لست بالكاتبة ولا ادعيها.. لكنها الأقدار تضعك أمام أحداث تهزك تشجيك تدفعك نحو ما لا تجيده..
ماذا أقول!!... وها قد مرت أيام قلائل على رحيلك يا أختنا الغالية، يا أم الرجال.
وما أصعبها من أيام موجعة وعصيبة. خبر رحيلك جاء كالصاعقة، فجأة من دون سابق إنذار أو إعلان، كيف؟ ولماذا؟ وإلى أين؟
كيف بموتة هينة هنية إن شاء الله، لماذا؟ لأنه اليوم الموعود، وإلى أين؟ إلى رب كريم رحمن رحيم، وإلى ضيافة رب العباد خالق كل شيء.
لم أعرفها إلا منذ بضع سنوات لكنها كانت نوعاً من النساء يسقط في أعماق القلوب ويأبى الرحيل، كانت أماً للجميع بطيبتها وحنانها وحسن خلقها ونقاء قلبها.
امرأة تقية نقية امرأة أحبت الناس وأحبوها امرأة صالحة، احتلت مكانة عالية في قلبي حتى قبل أن أراها حينما قال عنها أخيها هي أمي وأختي وصديقتي.
منذ عرفتها لم أرها إلا مبتسمة طلقة الُمحيا ضاحكة الوجه، حين تحدثها كأنك تحدث فتاة في عز شبابها صافية الذهن حاضرة الذاكرة تعيش الحدث، تشعر بسلامها الداخلي يشع بريقاً أمام عينيك.
وليس بمستغرب فأسمها سلمى ولكلٍ من اسمه نصيب وسلمى في اللغة العربية هي السليمة الناجية الخالصة.
ولا عجب أن ترى أثر ذلك كله في أبنائها وبناتها وجميع أفراد أسرتها الكريمة، سمتاً وخلقاً وكرماً.
فلا أصابعي تجود ولا رثائي يتألق لأنك إنسانة عظيمة لا تجرؤ الكلمات على وصفها مهما امتدت ورحّبت. نعم! كالندى كنت تمنحين الحياة، كالشمس كنتِ تدفئين الأرجاء، كالعطر كنتِ تزكين المكان، كالحلم كنتِ وما أقصره من حلم انتهى باكراً وأيقظنا على فاجعة كبيرة.
ها قد رحلتِ من دون وداع.. أيتها الشمعة المضيئة.
من ينسى تلك المرأة الصالحة.. من ينساك يا أم عبدالعزيز؟
طيفكِ موجود، لم يرحل معكِ، كيف يرحل وأحبابه متعلقون به!، لن ندعه يرحل عنا، صورتكِ ومكانكِ وصوتكِ موجود نحس به ونسمعه ونراه، في كل لحظة.
عجزت عن وصف مشاعري وأحاسيسي.
جف قلمي لأنه لم يجد الكلمات التي تستحقينها.
مريع هذا الفراغ الذي أحدثه رحيلك يا عمتنا الغالية.
بعدت يا أم عبدالعزيز وبعد الحبيب لا يداويه إلا قربه.
فبكى فؤادي بدموع لم تجففها أناملي.
إنما هو حديث نفس، ومشاعر حزن، لا أجد تعبيراً يترجمها، إلا أن أردد (إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا لفراقك يا سلمى لمحزونون، ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون).
باسمي واسم كل أحبابك نقول لك إننا لن ننساكِ وما لنا حيلة إلا الدعاء لك: فيا رب اغفر لها وارحمها واعفُ عنها وأبدلها أهلاً خيراً من أهلها وداراً خيراً من دارها.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
اللهم اجعل قبر/ سلمى عبدالكريم حمود السيف، روضة من رياض الجنة واجمعنا بها في الفردوس الأعلى ووالدينا وأحبابنا.
سأذكرك دائماً.
** **
- زوجة أخيك/ أمل عبدالله الجبالي