إبراهيم الدهيش
- غالبًا ما يكون انتقال اللاعب من فريقه إلى فريق آخر إما بقصد تحسين دخله المادي باعتبار الكرة مصدر رزقه، أو محاولة لزيادة مساحة شهرته من خلال فريق آخر أكثر جماهيرية وحضورًا إعلاميًّا، أو بسبب البحث عن بيئة أفضل.. وكلها مبررات مشروعة، وحق مشروع، كفلته له لوائح وأنظمة الاحتراف.
- وفي انتقال نواف العابد من الهلال إلى الشباب أستطيع من خلال قراءة شخصية أن أزعم أنه (ولا واحد) من هذه المبررات أو الطموحات المشروعة كان حاضرًا في ذهنية اللاعب في انتقاله للشباب، مع كامل احترامي لنادي الشباب.
- الحاضر في المشهد (العقل) و(المنطق) عند نواف، والاحترافية بأبعادها القانونية والحضارية والإنسانية عند الإدارة الهلالية.
- نواف أدرك أن فرص مشاركته مع الهلال لن تكون أفضل مما مضى!
- والهلال يعي حجم مسؤوليته في المحافظة على هذه الموهبة لمصلحة كرة الوطن؛ فكان قرار الموافقة على انتقاله. وهنا حضرت المصلحة العامة.
- عدد من النجوم والمواهب أعيد اكتشافهم بعد تغيير فرقهم، ويمكن اعتبار نواف واحدًا منهم عطفًا على ما يقدمه الآن مع الشباب من مستويات لافتة، أعادت بعض نجومية هذا اللاعب. ربما يكون تخلصه من الضغوط الجماهيرية والإعلامية، ومنحه الفرصة بشكل أكبر، وقناعته الشخصية أنها ربما تكون محطته الأخيرة في مسيرته الكروية، خاصة أنه قد بلغ من العمر (30 عامًا)، عوامل رئيسية في هذه العودة التي - بلا شك - أسعدت أنصار شيخ الأندية بشكل خاص، وعشاق كرة المتعة والمهارة و(المخ) بشكل عام بعيدًا عن لغة الألوان!
- من هنا يتضح أنه مجرد تغيير البيئة بأجوائها ووجوهها وأدواتها عند بعض اللاعبين هي أقرب لأن تأتي بنتائج إيجابية؛ وبالتالي فقد فقدت كرتنا السعودية بسب (عناد) إداري و(مكابرة) شرفية وتردد لاعب العديد من المواهب!!
- وعلى أية حال، فعودة نواف تبشر بموسم ناجح له وللشباب، ومن المؤسف أن نفقد وتفقد كرتنا لاعبًا بهذه المواصفات والإمكانيات، خاصة ونحن نعيش زمن ندرة مثل هذه المواهب. شكرًا للهلال والشباب ونواف!
تلميحات
- مؤسف جدًّا أن أصبح الحكم السعودي (ملطشة) لكل متعصب ومتربص من أولئك الذين لا يملكون الشجاعة لأن يشيروا إلى أخطاء فرقهم بإداراتها وأجهزتها وعناصرها؛ فاستملحوا شماعة الحكم للهروب، وتضليل المدرج الصابر من خلال تمرير فكر المؤامرة، وأن المستفيد منافس فريقهم، لدرجة الدخول في الذمم، والتشكيك في النزاهة. وهنا لا بد من تدخُّل الاتحاد السعودي، وحماية حكامنا المحليين، وتجديد الثقة بهم؛ حتى لا نفقد البقية الباقية منهم!
- جاءت استقطابات الهلال المحلية في أضيق الحدود، وبنظام الكيف لا الكم، وفق فلسفة هلالية متوارثة، ألمح لها رئيسه الشاب فهد بن نافل، ظهرت بوادر نجاحها مع الحارس المتألق حبيب الوطيان رغم خطورة توقيت المشاركة.
- نجوم كل مرحلة يتنافسون، ورؤساؤه يتنافسون أيهم حقق للهلال (أكثر)! هذا واحد من أسرار استمرارية صعود المنصات!
- وفي النهاية: (ما لم يقابل الهلال فلا تستعجل في الحكم على أي فريق فهو بمنزلة [الفحص الدوري]). عبارة دائمة الصلاحية، قالها ذات يوم أحد عقلاء الرياضة من المنصفين والمحايدين! وسلامتكم.