مها محمد الشريف
تاريخ الإخوان صخرة عالية تحيط به مهاوٍ سحيقة مليئة بالعنف والصراع والصخب الذي لا ينتهي وحقد وكذب في أقبح ما يصوره المصورون، لا تكاد تقلب صفحة من صفحات تاريخه إلا تجده أكثر اضطراباً، تنظيم مغمور بالخيانة لا يعرف ماذا يعنيه الولاء للأوطان، عانت مصر كثيرًا من هذا التنظيم الإرهابي الذي يحمل أفكارًا ومعتقدات متطاحنة، وفي أخلاقهم وطبائعهم ثورة عنيفة، قال عنهم الرئيس المصري أثناء زيارته لفرنسا: «يبدو لي أن فرنسا أصبحت تقيس بصورة أوضح الآن مدى الخطر الذي يمثله الإخوان المسلمون على المجتمع والمواطنين الأوروبيين». وإن تغلغل الإخوان في المنظمات الخيرية وتدخلهم بالدوائر السياسية يشكل تهديداً ويجب محاسبة الدول التي تمول وتسلح المنظمات الإرهابية».
واتهم الرئيس المصري في المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس الفرنسي ماكرون، «تنظيم الإخوان ضمنيًا بنقل التطرف إلى فرنسا والعالم، مشيرًا إلى أن مصر دفعت ثمنًا باهظًا جراء الإرهاب والتطرف»، يبدو في ظاهر الأمر أن الوقت حان لتفكيك هذه الجماعات وعزلها ومحاصرتها للقضاء على أنشطتها الإرهابية.
فكيف لأي منظمة أن تقصد تدمير شعب أو دولة دون تمييز ضده؟، أو من غير أن يكون لديهم مفاهيم مجردة من الإنسانية عنهم، لأن الإصرار على ارتكاب الفعل عن قصد خاص وخفي يحوله إلى شيء قاطع وصارم، ثعابين تتلون داخل المجتمعات وفي أساطيرهم ينتظرون الوصول للسلطة وينتظرون أوبته إليهم كما يؤوب خليفتهم الذي وعدهم بذلك، فاعتقدوا بأنهم سيعودون، ولكن تظل العواقب الداخلية الخطيرة ستنقلب عليهم فهم يمثلون بنية قائمة على الصراع تحارب من أجل السلطة بصفة دينية ونتاجهم المشترك مشروع تدميري.
ثمة مقتضيات مهمة خلف هذه الجماعات من حيث تغييرها لأشكالها ومظاهرها بين الحقب التاريخية، والأحداث الواقعة ضمن هذه الحقب، وبشكل عام تُظهر أبعادها المختلفة تنوعاً كبيراً، جوهرياً يستخدم عنفاً دموياً للوصول لما يريد وشكلاً متطرفاً يدعو إلى مقاصد بعيدة وطرقاً مسدودة وقد أسبغ على ذلك بالإسلام السياسي مع ما فيه هذا التوجه من حركات وجماعات أضافت كثيراً من البدع وغيرت الواقع والفهم الأعمق للإسلام، وعلى نفس هذا المسار ظهرت حركات السياسة المتأسلمة، ومنها تنظيم جماعة «الإخوان»، التي سعت للحكم وفشلت بعد الوصول إليه في مصر وليبيا وتونس، وهكذا فإن هذا الاتجاه قد جعل كل المسالك التي يسلكونها غير ملائمة للحياة، بل مغلفة بالعنف ومدججة بالسلاح، عندما خسرت السلطة، كما حدث في مصر وليبيا كونها تنتهج نزاعًا اجتماعيًا سياسيًا يدور خارج سياق الحرب التقليدية.
وبعد تصنيف محكمة القاهرة في 2013 بأن هذا التنظيم جماعة إرهابية وأعقبتها أحداث متتالية، وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2018 قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي: «إن جماعة الإخوان المسلمين لن يكون لها دور في المشهد المصري خلال فترة وجوده في السلطة، مؤكداً أن شعب مصر لن يقبل بعودتهم «لأن فكر الإخوان غير قابل للحياة ويتصادم معها».
وكما أن هناك اتجاهاً داخل البرلمان البريطاني لتصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية، وهو ما تسعى إليه، وذلك يجعل الواقع أساس التفكير والتكوين المعرفي بعدما تعانيه من مخاطر أمنية لوجود أمثال هؤلاء على أراضيها وتحكمها في 13 مؤسسة خيرية ومالية كبرى في لندن، وتجند العقول لتشغيل مؤسسات تشبه إمبراطوريات الظل تضم قيادات هاربة لها تاريخ مشبوه في عقد التحالفات ومورد إشكال، فمتى يتم تصنف الجماعة كمنظمة إرهابية، من فرنسا وأوروبا وهي تعلم خطورة التنظيم على الأمن وخلق مجتمعات موازية في أوروبا؟