بكري عساس
إصدار جميل للسيد ضياء بن محمد بن مقبول عطار عنوانه: (تحقيق الأمنية بمنظومة أمراء مدينة خير البرية).
وهذا الكتابُ مكمّلٌ لكتابِ آخر للمؤلفِ عنوانه: (رفع اللثام بمنظومة أمراء البلد الحرام)، وبهذين الكتابين يكون المؤلف قد استقصى أمراءِ المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة في منظومتين طويلتين.
وجاءت المنظومةُ المدنيةُ في ثلاثمئةٍ وسبعةٍ وأربعين بيتاً على قافية الميم ومن بحر الوافرِ، كما جاء في مقدمة الناظمِ. بدأها بإمامةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ثم بمنْ يستخلفهم في غزواته ومعاركه، وعدَّ منهم ستةَ عشر صحابياً، ثم استمرَّ يذكرُ من وليها على مرِّ التاريخِ حتّى بلغَ العهدَ السعوديَّ، فذكرَ إمارة الأمير محمد بن عبد العزيز بأمرٍ من والدِهِ الملك عبد العزيز، وهو أولُ أمير للمدينةِ في العهد السعوديِّ، ثم سرَدَ الأمراءَ المتعاقبين، وهم: الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز، والأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، والأمير مقرن بن عبد العزيز، والأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز.
ويبدو أنَّ الكتابَ قد طُبِعَ قبل إمارةِ صاحبِ السموِّ الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة حالياً.
ومن لطائف الكتاب أنّه يطعِّمُ سرْده لأسماء الأمراء ببعض الحوادث التاريخية المهمة، فمثلاً حين ذكر الأمير (قُسيطل بن زهير) أشار إلى الحريق الضخم الذي وقع إبان إمرته سنة 886هـ، وهو حريق أتى على معظم المسجدِ النبويِّ، قال الناظم:
وفي أيامه شبتْ حريقٌ
وفي الحرم الشريف لها فُحومُ
فأصدر أمرَهُ السلطانُ فوراً
فأُبطلتِ الضرائبُ والرسومُ
وأُتحفتِ البيوتُ بأعطياتٍ
فضاءاتْ من مسرَّتها العُتومُ
وأشار في موضع آخر إلى ما أصاب المدينةَ من غاراتِ الأعراب وعُدوانهم على المدينةِ وعلى القوافل المتوجّهة للمدينة، وذلك في النصف الأول من القرن الخامس الهجريِّ.
روي أنسُ رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: «اللهم اجعل بالمدينة ضِعْفي ما جعلت بمكة من البركة».