د.عبدالعزيز العمر
أمام جمع كبير من عامة الناس والمهتمين تقدم المحاضر الباحث ليستهل محاضرته حول التغذية والأدوية بالحلف بأنه لا يملك أي أسهم في أي شركة أو مؤسسة إنتاج أغذية أو أدوية، وأنه ليس له أي صلة أو أي علاقة شخصية بتلك المؤسسات. كان هذا المحاضر يعلم يقيناً أن الناس أصبح لديها شكوك فيما يقوله وينادي به علماء الأغذية والأدوية. فهناك اليوم مثلاً جدل كبير بين الأطباء وعلماء الأغذية حول فائدة استخدام أدوية الكلسترول، بل إن هناك من يرى أن استخدام دواء الستاتين الشهير المستخدم في معالجة الكلسترول هو خرافة (أنا لست طبيباً) - بل هو نوع من توظيف الدراسات العلمية لتحقيق أرباح مالية. فدواء الستاتين مثلاً يحقق سنوياً دخلاً يقارب 30 ملياراً. بل إن هناك من يرى أن الكلسترول ليس هو السبب في أمراض القلب والأوعية الدموية، ويعزون السبب الحقيقي لأمراض القلب والشرايين إلى التوتر والضغوط النفسية، أي أن الضغوط والقلق والتوتر النفسي هي المسبب الرئيس لما يحصل داخل الأوعية الدموية من التهابات (تكوين جذور حرة/ Free Radicals) وبالتالي حدوث أمراض القلب، وربما حدوث الجلطات القلبية لاحقاً. لقد رأينا حالات كثيرة لأفراد يصابون بإغماءات داخل مكاتبهم نتيجة ضغط العمل وضغط رؤسائهم في العمل. في عالم بحوث التربية (موضع اهتمام هذا الكاتب) لا تخلو البحوث من ضغوط أهل المصالح، وفي هذا الشأن أذكر أني كلفت برئاسة فريق بحثي بعمل بحث لصالح مؤسسة تعليمية أخرى، وألح علي المسؤول في إشراك باحثين (يعزون عليه)، كما طلب مني أن امتدح رئيسه في مقدمة البحث.