فوزية الشهري
التطوع مؤشر مهم لرقي الأمم وتقدمها ويشكل سمة للمجتمعات الإنسانية ودليلاً على تماسك أفراده والسعي للتكامل بينهم وتذليل الصعاب ويبذل الفرد فيه الجهد والوقت من أجل الآخرين ومن أجل مجتمعه واستدامة خدماته، والتطوع لم يكن شيئاً حديثاً بل اتخذ العمل التطوعي منذ القدم أشكالاً مختلفة بدأ بالجهود الفردية ثم الجماعية ولكنه لم يكن منظماً بل اعتمد على الحاجة والدوافع الذاتية والعواطف الإنسانية، ومع التطور الحضاري انتقل التطوع إلى مراحل متقدمة من التخطيط والأطر الإدارية المنظمة له التي نراها الآن بأبهى الصور.
وتحتل المرأة دائماً دورًا فعالاً في الكثير من الأعمال التطوعية الخيرية، ويرجع ذلك لطبيعتها الحنونة وحبها للمشاركة في العطاء والبذل من أجل الآخرين.
والمرأة حققت نجاحات كثيرة في العمل التطوعي منذ عصر النبوة، حيث أعطاها الإسلام دورها الحقيقي في الحياة، وكان للتطوع أمثلة كثيرة منها مشاركة المرأة في الغزوات ورعاية الجرحى والمصابين وذلك بشكل جماعي، أما بشكل فردي فقد كانت السيدة زينب -رضي الله عنها- مثالاً لذلك فقد كانت تعمل في الخرازة وتتصدق بما تكسب.
ويمتد دور المرأة الفعال مع ظهور الجمعيات الخيرية والهيئات والمؤسسات والمراكز الخيرية إلى يومنا هذا الذي يعتبر التطوع فيه ظاهرة اجتماعية فرضت وجودها على الساحة وفي جميع المجالات.
ويعد التطوع أحد أهم المحاور البارزة لتحقيق رؤية 2030 وقد حظي بالتشجيع والاهتمام الكبير من قبل الحكومة لإيمانها به كونه رافداً أساسياً من روافد التنمية والنهوض بالمجتمع، ولكن من أبرز معوقات العمل التطوعي بالنسبة للمرأة تتلخص في عدم وجود حصر لأعداد المتطوعات أو وجود قاعدة بيانات في كل جهة خيريه وكذلك عدم وجود دليل شامل يتضمن أسماء جميع الهيئات والجمعيات الخيرية التي تستوعب العمل الخيري التطوعي، وكذلك عدم وجود المواصلات والحضانات المناسبة لأطفال المتطوعات، وذلك بحسب الدراسات الميدانية التي اطلعت عليها، فهل ستذلل هذه الصعوبات لتمكين المرأة للتطوع بأعداد أكبر.
الزبدة:
العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه.