رقية سليمان الهويريني
في صباح اليوم السابع من ديسمبر استيقظ سكان الرياض على خبر سقوط شاحنة محملة بالحصى من فوق جسر حيوي على سيارة تسير أسفل الجسر، مما أدى إلى وفيات وإصابات وتلفيات بسيارات أخرى!
وبرغم اتخاذ المرور كافة الإجراءات والتدابير والضوابط والاشتراطات القانونية لتنظيم سلوك الشاحنات على الطرق ومنعها في أوقات الذروة؛ إلا أن سائقي الشاحنات يتجاوزون التعليمات ويعمدون للسير بسرعات عالية، وممارسة أسلوب الانحراف المفاجئ من المسار المخصص لهم معرضين أنفسهم ومرتادي الطرق لحوادث مرورية خطيرة، عدا عن إعاقتهم الحركة المرورية وتسببهم بالاختناقات والازدحام اليومي، مما ينتج عنه تأخير في مواعيد الذهاب والعودة من العمل، فضلاً عن وقوع الحوادث المرورية، فترى دماء الضحايا تختلط بالإسفلت بسبب لا مبالاة هؤلاء المتهورين الذين أساءوا القيادة وعرّضوا من يسلك الطرق لأخطار مفجعة، مما يشير لضرورة وقفة المرور الجادة لردع سائقي الشاحنات ومنعهم بالقوة وفرض الغرامات على الذين حولوا الطرق لساحة من المخاطر غير عابئين بالعواقب الوخيمة!
ويلاحظ افتقار العمالة للوعي المروري الكافي والخبرة في التعامل مع الأوزان الثقيلة للمقطورات، وضعف التحمل التي تتطلبها قيادة الشاحنات، وصعوبة التركيز أثناء القيادة.
وأزعم أنه لا يكفي القيام بالحملات المرورية الطارئة، بل ينبغي الحزم بتحديد أوقات سير الشاحنات ومقدار سرعتها، وإلزامهم بالسير في المسار الأيمن فقط، ووضع لوحات إرشادية وتحذيرية دائمة تتضمن الأوقات التي تمنع دخول الشاحنات لهذه الطرق والتبليغ الفوري عن الشاحنات التي تتجاوز التعليمات، وسحب رخصة أي سائق لا يلتزم بها، ومعاقبة كل من يخالف الضوابط القانونية، كعدم الالتزام بالحمولة المسموح بها التي تتسبب بأضرار وتلف للطرق، ووقوع حوادث قاتلة يذهب ضحيتها أبرياء جراء استهتار السائقين، عدا عن إهمال صيانة مركباتهم لاسيما المكابح والأنوار الخلفية والجانبية والتغافل عن تنظيفها وصيانتها.
وطالما أصبحت الشاحنات قنابل موقوتة؛ فيجب حذر مرتادي الطرق معها وخاصة عند مشاهدة حمولاتها الزائدة وسرعتها المتهورة، كما على وزارة النقل فتح طرق دائرية خارج المدن تؤدي للمناطق الصناعية وتجمعات المستودعات والساحات التجارية لمزيد من الأمن المروري المطلوب.