د.عبدالعزيز الجار الله
خضع العالم في السنوات الأخيرة إلى سلسلة من التكهنات والتحليلات والتقارير العلمية والإعلامية تتناول: السياسة، والحروب، والاقتصاد، والصحة والاستثمار والأسهم وغيرها. وزاد من سرعة انتقال هذه التكهنات والتحليلات تقنية الاتصال الحديثة وكثرة القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي والجوالات والمواقع، وتعدد المتحدثين في هذه التخصصات، والدفع الكثيف من الجامعات بالخريجين والمتخصصين في المجالات العلمية.
ومن هذا الحشد الحديث عن أن العالم سوف يشهد:
- قيام حرب عالمية ثالثة.
- قيام حرب نووية.
- وفيات بعشرات الملايين في العالم بسبب كورونا.
- انهيار غير مسبوق في الاقتصاد العالمي.
- هبوط حاد جداً في أسعار النفط والغاز.
لكن على أرض الواقع لم يحدث بالصورة التي رسمت، بل كشفت عن تواضع ما يملكون من معلومات وضعف تحليلاتهم، وللأسف أنه تبنى على هذه الفرضيات والتحاليل ممارسات في السوق التجاري، ويندفع البعض في تبنيها حتى يقع في سلسلة من الخسائر. فلا حروب تقليدية أو نووية قامت كما قيل، وفِي كورونا لم تحدث وفيات جماعية كبرى.
لذا لابد من تبني الدول مراكز معلومات تصدر منه بيانات واقعية عن الأحداث، ولا تترك المجتمعات في هذا الحجم من الضبابية والضياع وفقدان الحقيقة، مما يؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح والأموال والممتلكات، وانهيار أسواق تجارية وتفكك في المجتمعات.
في السابق كانت هناك تكهنات وتقديرات خاطئة لكنها كانت قليلة وتأثيرها محدود، عكس ما يحدث اليوم من ضخ المعلومات غير الدقيقة والشائعات وحرب المعلومات الكاذبة حتى على مستوى الدول كما في أزمة كورونا، والربيع العربي والحصار الدولي لإيران، وكأن الحرب النووية واقعة لا محالة، وأن دول الخليج ستتضرر كلياً وتتعرض لتدمير مصانع ومنابع النفط ومنصاته.
هذه مسؤولية الدول في إصدار تقارير واقعية وشفافة وإعلام قوي ولا تترك المجتمعات للشائعات والأكاذيب.