فاطمة الرومي
عندما نتحدث عن الروائي ابراهيم شحبي، فنحن نتحدث عن أديب قدم للمكتبة العربية ما يقارب ستة عشر منجزاً إبداعياً، تنوعت مجالاتها بين أعمال روائية وشعرية وكتابات فكرية وأخرى نقدية وسيرية، وجميعها حظيت بالعديد من الدراسات من قبل النقاد والمهتمين بالأدب، كما نال العديد من الجوائز الأدبية إلا أن كل ذلك لم يكن مرضيًا لطموحاته؛ مما دعاه إلى التخلص من بعض إصدارته وكذلك مكتبته الشخصية وكأنه يريد الخلاص من هذا الإرث الذي - من وجهة نظري - لم يجد التقدير الأدبي المستحق الذي كان يطمح إليه من خلال تجربة إبداعية ثرية ومتنوعة، فهو لم يجنِ من ذلك سوى خيبات متتالية كما أشار شحبي - بنفسه - لأكثر من مرة عبر وسائل مختلفة ليتخذ قراره الأخير باعتزال المشهد الثقافي؛ ليلوذ بحضن الأرض مواصلاً عطاءه عبر فلاحة أرضه عوضاً عن فلاحة حقول الأدب التي أصبحت قاحلة كما يراها.
وبالنظر من زاوية أخرى فلربما يكون هناك أكثر من شحبي في مشهدنا الثقافي هجر المشهد لأسباب مشابهة؛ مما يعني أنه على المسئولين في وزارة الثقافة بذل اهتمامات كبرى بالمثقف ومعرفة أبرز المعوقات التي تقف في طريق إبداعه؛ لتقديم الدعم اللازم للمثقفين والمبدعين؛ ليواصلوا العطاء وإثراء المشهد الثقافي كما نأمل.