د. صالح بن سعد اللحيدان
رأيتُ خلال ردحٍ من الزمن ليس بذي طويل أن العلماء والباحثين والمؤرخين أن المطالع لهم تتشكل لديه رؤى لكن حسب ما يمليه عليه وعيه وإدراكه ومن هنا يفهم فهماً آحادياً قد لا يريده ذلك العالم أو الباحث أو ذاك المؤرخ، ومن هنا تسقط المعادلة فيظن القارئ مثلاً أن عمراً بن عبيد أو الجاحظ أو المسعودي أو الحلاج أو مثلاً من المعاصرين (نعوم تشومسكي) أو (جولدتسهير) أو (جرجي بن زيدان) أنهم أفضل من كتب أو ألف في (العقيدة) أو (اللغة) أو (التاريخ) أو (تاريخ اللغة) أو (روايات التاريخ) ومن هذا قد لا يرى إلا هذا فقط لأنه تشرب الإعجاب أو التلمذة أو لأنه هش الوعي وقوة الاستيعاب وتجرد النظر، والكثير من هذا النوع الكثير جداً قد غيروا آراءهم فيما بعد وذلك بعد أن توسعوا في القراءة وتجردوا من خلال العقل ونزاهة الإتجاه، فهذا مثلاً أو الحسن الأشعري ترك آراء الأشاعرة وتاريخ تنقلاتهم، وهذا (طه بن حسين) ندم على سطوه على (مرجيلوث) ونقله الكثير عنه فأودعه في كتابه (في الشعر الجاهلي) الذي غيره أخيراً إلى (في الأدب الجاهلي) وهذا (الحلاج) و(ابن سبعين) ندما في آخر العمر حينما تكلمت ونطقت الفطرة لديهما لا شعورياً إلا أنهما لم يتبرآ من مذهبهما، وهذا (نعوم تشومسكي) أمريكي كتب في (اللغة) و(تاريخها) تبين فيما بعد أنه جنى على غيره خاصة في رسالته للدكتوراه ظهر بعد المقارنة وسعة الاطلاع جنى وبالغ كثيراً، وهذا (سلام البحيري) نقل كثيراً من كتاب (إخوان الصفا) ولم ينسب ذلك ولم يعزوه إليه، بل نسبه إلى نفسه طُراً، وكل ذلك وما قبله مؤذن بإبطال التجديد النوعي والسبق العلمي في العصر الحديث والمشكلة إنما تكمن في الإعجاب بين القارئ والمؤلف أو سبق القلب لرؤية العقل الحر الجيد التربة أو يكون ذلك ولا جرم في ضعف الاطلاع وقوة المقارنة المتجردة وقد نبهتُ في كتاب (ط11) (نقد آراء العلماء والمؤرخين ومروياتهم) إلى بعض ذلك مع الأدلة والشواهد، ولا بأس في الدراسات التاريخية والعلمية واللغوية لا بأس من الإعجاب والتقدير على ألا يطغى هذا أو ذاك على تحرر العقل من حيل النفس وغلبة التعصب وطيش العجلة، فقد تتلمذ (مؤرخ على مؤرخ) وتتلمذ (عالم على عالم) و(لغوي على لغوي)، لكن ذلك لم يمنعهم من التجرد والصدق والتجديد ونقد أساتذتهم بشيء من العقلانية والدليل والتعليل، لكن أين هذا بواسع من نظر عقل جليل؟!
لستُ أظنه يوجد وبعض الظن ليس إثماً كذلك جاء في طرس الأولين بسبيل مُقيم، ومع أن ابن كثير تتلمذ في (التاريخ والسير) على (ابن جرير الطبري) إلَّا أنه جدد في ذلك وكذا صنع (ابن خلدون) ومثلهما فعل (الآمُوي) و(القرافي) و(الشاطبي) و(النواوي) و(الآجُري)، فهل من سبيل إلى إعادة القراءة على ناهضة سامقة من عقل قوي مكين؟!
(بريد الجمعة)
1 - أ. محمود بن خالد بيومي سلامي/ القاهرة/ الملك عبدالعزيز -رحمه الله تعالى- استعاد ملك آبائه وأجداده ولم يستول على الرياض وحاول قراءة التاريخ من المصدر المباشر.
2 - أحمد بن شوعي عنزان/ جيزان لم أجد الكتاب الذي تسأل عنه، أما ميمونة بنت الحارث (أم المؤمنين) فليست من (بني الحارث) بل هي (قرشية).
3 - سليمان.م.م../مكة/ الغزة/ (معاد) من أسماء (مكة).
4 - سعد.ع.المقبل/ الدمام/ (أبو الخيرات) كتاب (أخلاق العلماء) للآجري أما كتاب (أخبار العيون) فلا أعرفه لكن لعلك تعني (عيون الأخبار) فهذا لابن قتيبة.
(إجابة خاصة) الأستاذ/ جعفر بن جاسم الورك الرشيدي/ العراق(كربلاء) (الإدارة موهبة) لا يصلح لها كل أحد قد يستمر غير الموهوب (سنة سنتين)، لكن لن يستمر، فهناك عجلة/سوء تقدير/ صلف في القرارات/ كثرة الأوامر/ والقرارات/ حب الظهور الإعلامي بقرارات متنوعة/ كذلك: (التاريخ) لا يحسن كتابته كل أحد، فلا بد من (الموهبة) و(الصبر) و(الحرص) و(قوة صحة السند) وتمام التجرد وكثرة الاطلاع وشدة المراجعة، أما الإمام (أحمد بن حنبل) فولد سنة 165هـ.