محمد عبد الرزاق القشعمي
وفي يوم الاربعاء 1424/9/18هـ وهو يوم مغادرتي جدة أجابني معتذراً وطالباً المجيء لمنزله لاستكمال ما بدأناه.. وهكذا أمضيت معه ست ساعات خلال يومين استعرض فيها حياته العلمية والعملية ومعاركه الأدبية ومناكفاته، وقبل وداعه أهداني مجموعة من مؤلفاته، أحدها مجلد يضم خمسة كتب: (حصاد الكتب، ومناوشات أدبية، وأدب وأدباء، وسنابل الشعر، وعلى الماشي، ورسالة الجامعة، وتحت الشمس) وقد كتب عليها الإهداء:
(هدية متواضعة.. ولكن مع محبة صادقة مخلصة.. وهذا الكتاب هو الطبعة الثانية من أول سبعة كتب صدرت لي دفعة واحدة عام 1402هـ هدية لأخي وزميلي وصديقي الاستاذ محمد القشعمي رعاه الله، بمناسبة زيارته لي في منزلي المتواضع لأول مرة.. جدة 1424/9/19هـ.. علي العمير).
وقال إنه مع ما يعانيه قد زاره صديقه هاشم عبده هاشم رئيس تحرير جريدة عكاظ عام 1416هـ / 1995م فدعاه للكتابة مستأنفاً زاويته (تحت الشمس) وفعلاً استمر يكتب أسبوعياً، ولكنه لم يستمر.
وقال إنه يصدر عدداً من سلاسل الكتب التثقيفية التنويرية الصغيرة التي يسهل حملها وتقرأ في جلسة واحدة. وذكر منها سلسلة (الراصد) التي افتتحها بالكتاب الأول للدكتور عبدالله الغذامي (من الخيمة إلى الوطن.. سؤال الثقافة في المملكة العربية السعودية) والذي سيصدر قريباً، وطلب مني المشاركة في هذه السلسلة وفعلاً بعثت له بمجموعة مقالات عن بدايات الطباعة والصحافة وروادها في المملكة. وفعلاً صدر الكتاب الثاني لعام 1425هـ بعنوان: (بدايات الطباعة والصحافة في المملكة العربية السعودية).
بعد عودتي للرياض بعث لي بسيرته الذاتية وقائمة بإنتاجه الفكري الذي يضم ثمانية عشر عنواناً آخرها: الجاحظ في جدة عام 1425هـ. وأنه قد أصدر من خلال دار العمير للثقافة والنشر عدة سلاسل متخصصة، منها: مكتبة التوعية وقد صدر عنها عشرة كتب، وسلسلة كتاب الراصد، وهي تعنى برصد الحركة الثقافية في بلادنا، وتفسح المجال واسعاً لمختلف الأطياف، ومختلف التيارات الأدبية والنقد.
قال إنه شارك في المؤتمر الأول للأدباء السعوديين بمكة المكرمة عام 1394هـ.
• ترجم له أحمد سعيد بن سلم في (موسوعة الأدباء السعوديين خلال مائة عام، ط2، 1420هـ/ 1999م.
• كما ترجم له في (موسوعة الأدب العربي السعودي الحديث.. نصوص مختارة ودراسات) واختار له الدكتور مرزوق بن تنباك مقال (مشاعر الكناس) في المجلد الثالث (المقالة) واعتبره من جيل التجديد.
• وترجم له في (موسوعة الشخصيات السعودية) لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر، ط2، 2013.
• وترجم له في (دليل الكتاب والكاتبات) لجمعية الثقافة والفنون، ط2، 1994م.
• وترجم له في (معجم الكتاب والمؤلفين في المملكة العربية السعودية) الدائرة للاعلام الرياض، ط2، 1993م.
• كما ترجم له في (قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية) لدارة الملك عبد العزيز، ج2، ط1 ، 1435هـ/ 2014م.
قال عنه الدكتور حسن حجاب الحازمي – ضمن ترجمته له -: ناقد، وكاتب، وصحفي.. أسس دار العمير للثقافة والنشر بجدة 1980، التي طبع فيها أكثر من مئة كتاب غير كتبه الثمانية عشر التي أصدرها».. يمتلك علي العمير قلماً نقدياً حاداً، وروحاً مفعمة بالفكاهة والسخرية، تخفف قليلاً من حدته النقدية، وهو من الكتاب الأقلاء على المستوى المحلي والعربي الذين تسود في كتاباتهم روح ساخرة على نحو راق، ويذكر في كثير من الحوارات معه كيف تسربت روح الفكاهة والسخرية إلى كتاباته من خلال قراءاته الأولى في مطلع شبابه لعدد من الأدباء الساخرين. كتب أعمدة صحفية ثابتة في عدد من الصحف والمجلات، مثل الشرق الأوسط، ومجلة المجلة، لكن عموده الأشهر كان في صحيفة عكاظ بعنوان (تحت الشمس). خاض العمير عدداً من المعارك الأدبية، منها ما كان في مطلع حياته الأدبية والصحفية حول أدب الشيوخ وأدب الشباب، إذ دخل في معارك أدبية مع شيوخ الأدب إذ ذاك، أمثال: عبد السلام الساسي، ومحمد حسن عواد، وغيرهما، أو ما كان منها بعد ذلك، خصوصاً معاركه المتواصلة حول الحداثة والأصالة، ولعل أشهر معاركه الأدبية، معركته مع بدوي طبانة، ومع محمد بن أحمد العقيلي التي طبعها في كتاب سماه: معركتان أدبيتان مع العقيلي وطبانة، وهو في كل معاركه الأدبية لم يتخل عن حدته النقدية الممزوجة بروح الفكاهة والسخرية..».