الكتابة عن إبراهيم شحبي محرجة جداً بالنسبة لي؛ لأنني اتصلت به أستاذاً على مقاعد الدرس، وصديقاً مبدعاً يكتب القصة والرواية والشعر والمقالة، وجمعت بيننا الأيام؛ لنكون شركاء في العديد من الأفكار الأدبية والثقافية، وكان بالنسبة لي ملهماً في أمور كثيرة.
ما يميز إبراهيم شحبي أنه صادق في زمن لا يقبل الصادقين، كما أنه قارئ نوعي، ومتابع دؤوب لما تنتجه الساحة الثقافية؛ وليس ممن يتأثر بشهرة، أو يغترّ، لكنه في الوقت نفسه كان ضحية - مثله مثل مبدعين كثيرين - لساحة ثقافية ذات مزاج مختلف، وانتقائي.
أكثر ما غيّب إبداع إبراهيم شحبي أنه لا يجيد التسويق لنفسه، ولإبداعه كما يجب، إذ لم يحظ ما كتبه بالحضور المستحق كما حصل لمن كان أقلّ إبداعاً منه، جايله أو جاء بعده.
اختلفت كثيراً مع إبراهيم شحبي في أحايين كثيرة حول الطريقة التي يقدم بها إبداعه؛ ولكنه يرد بأنّ من يبحث عن الإبداع الحقيقي سيصل إليه ولو بعد حين !
ما أنا مؤمن به أنّ إبداع إبراهيم سيُقرأ؛ ولكن المؤسف حقاً أن يُقرأ بعد فوات الأوان .
** **
- علي فايع الألمعي