علي الصحن
شهدت بعض مباريات الجولة السابعة من دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين عدداً من الأخطاء التحكيمية، ومن وجهة نظري فإن الجولة هي الأضعف تحكيمياً من بداية الموسم، مما يتطلب من دائرة التحكيم مراجعة ذلك والتعرف على أسباب هذا الضعف سواء على مستوى حكام الساحة أو حكام الـVAR، وهنا أتمنى ألا يكون الحكام قد تأثروا بالضغوط والأحاديث المتناثرة هنا وهناك، مما أثر في أدائهم وقدرتهم على تحقيق درجة الرضا من الجميع.
في هذا الصدد لا بد من الإشارة إلى الأثر الذي يخلفه بعض محللي التحكيم على الحكام أنفسهم وعلى المتلقي، خاصة إذا كانت هذه الآراء تساير عاطفته وإن خالفت قانون التحكيم، ووجدها مناسبة لتبرير إخفاقات فريقه المفضل هروباً من حقيقة تراجع الأداء وأفضلية المنافسين.
فقرات التحليل التحكيمي لا يمكن أن تكون مقنعة لعدة أسباب أبرزها «أن من يتولى أمر بعضها حكام سابقون، ليس لهم تاريخ يستحق أن يذكر، وبعضهم حكام فاشلون، انتهى بهم الأمر بالإبعاد رغمًا عنهم بسبب أخطائهم البدائية، وبعضهم يجاهر بميوله، ويفاخر بها، ويُظهر كرهه للآخر، ويشتهر به، ونزع ثوب الحياد الذي يجب أن يظهر به، كما أن مما يؤخذ على هذه الفقرات أنها تقدم لقطات منتقاة ربما تكون بحسب هوى المحلل والمعد، فيأخذون ما يناسب هواهم، ويعيدون اللقطات من زوايا تخدم توجهاتهم، ويغضون الطرف عما عدا ذلك، ثم أن السؤال الأهم: لماذا تختلف آراء حكمَيْن سابقَيْن، درسا القانون نفسه وطبقاه، حول حالة واحدة تشاهَد مرات عدة، من خلال زاوية واحدة، وبتصوير واحد؟ أليس القانون هو القانون، ولا اجتهاد في وجود نص؟
عندما تشاهد بعض هذه الفقرات تستغرب اختلاف تقدير المحللين حول لقطات متشابهة داخل الملعب؛ فقرار يتم اتخاذه في جزء من الثانية قد يقع فيه الخطأ من قبل الحكم، وقد يختلف تفسيره من حكم لآخر، لأنه يتخذ قراره دون مزيد تفكير، ولكن في حال التحليل التحكيمي لا مجال للاختلاف، ولا مجال لتباين الرأي من حالة لأخرى تشابهها تمامًا، أو ربما تكون الحالة نفسها، وكل محلل (يخبص) فيها بطريقته، لكنه الميول والهوى.. وهل من آفة للرأي إلا الهوى؟
إن ما يحدث في بعض تلك الفقرات من شأنه زيادة رقعة الخلاف ورفع مستوى الأمية في القانون، ورفع مستوى التعصب إلى أعلى درجاته، وهي بذلك تخالف التوجه المعلن لها، وهو المساهمة في تطوير التحكيم وبيان أخطاء الحكام من أجل التقويم والإصلاح، وعلى كل حال فالمتلقي اليوم يفهم القانون وربما بشكل أفضل من بعض من يفتون فيه ويحللون أداء رجاله، وليس الغريب ما يقوم به بعض المحللين، ولكن تقديمهم للناس رغم جملة أخطائهم واتفاق معظم المتابعين على عدم قدرتهم على تحقيق أي إضافة.
أعود إلى تراجع مستوى الحكام في الجولة الأخيرة، وأقول إن الفرصة التي كنتم تبحثون عنها قد جاءتكم، وبقي عليكم المحافظة عليها، ولن يحدث ذلك إلا بتطبيق القانون فقط، ودون الالتفات إلى الضغوط والحديث عن الأخطاء، وبعض النصائح التي يقدمها بعض من يفترض أن يبدأ بنفسه.. ولبعض محللي التحكيم نقول:
«يا أيها الرجل المعلم غيره
هلا لنفسك كان ذا التعليم»
- شاهد الجميع قميص لاعب الهلال كويلار الممزق بعد كرة مشتركة مع زميله لاعب النصر أمرابط، ولم يتحدث الهلاليون عن ذلك، لكن الكاتب وعضو إدارة النصر السابق عبدالعزيز الدغيثر كتب قائلاً: «ما زال لاعب الهلال كويلار يمارس هواية الضرب والرفس... ناهيك عن تمزيق قميص أمرابط عندما لم يستطع إيقافه» فهل شاهد الدغيثر مباراة أخرى غير التي شاهدها الملايين؟
- الغياب عن البرامج المؤثرة جعلهم يقدمون نصائحهم وسواليفهم عبر مقاطع مملة في وسائل التواصل الاجتماعي.
- فترة التسجيل الشتوية ستشهد الكثير من المفاجآت، لكن لا أتوقع صفقات كبرى فيها.
- ماذا بقي من الأعذار؟