اختبر وباء صغير غامض حياتنا، بل وعالمنا الذي كنا نرى فيه الحماية والقوة، عبر علوم وتقنيات عدوها من المعجزات، ليأتي فيروس واضعاً لهم اختبارات كالقدرات، عاجزين عن حلولها، فهل وجد العلم ضالته؟!، والجواب في آيات الله البينات، ومنها سورة الإسراء 85: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}، لقد وضع الفيروس عالمنا الحديث في مواجهة مع ذاته العلمية وقدراته التكنولوجية، حين ظن أنه بات داخل حصنهُ منيعاً، ليضربه سهم الصدمة، أنه علم محدود وإمكانيات بل وطاقات بشرية ضعيفة، أدركت فيها البشرية أنها في مأزق محتوم، لا مفر منه، وكأنه في محاولاته الميؤوس منها في سبيل الوصول إلى علاج أو لقاح لوباء، سقطت في رحابة الحدود وكافة الحسابات والمصالح، والأطماع السياسية والاقتصادية، ليُعلن أن التعاون على البر ووحدة الإنسانية في نفعها لنفسها، أنها الفائز المنتصر، فوحد العالم ضده، بل وحد وجمع ولملم شتات الأسرة التي كانت لا ترى أعضاءها بالبيت إلا نادراً، وجعلها للمرة الأولى في تاريخها تخوض معركة واحدة ضد عدو لا يُرى.
وبعد شهور مديدة، ونفق كوروني مُظلم، لاحت بالأفق بوادر خير، بإعلان شركة «فايزر» وشريكتها الألمانية «بيونتك»، أن لقاحهما التجريبي ضد كوفيد 19 فعال بأكثر من 90 %، أو نجاح التجارب النهائية للقاح فيروس كورونا الصيني CoronaVac في ساو باولو البرازيلية، حيث سيتم تسويق اللقاح بعد أسبوعين وكأنها اللحظة التاريخية، لينتعش على إثر الخبرين السوق المالي، وتتنفس الاقتصاديات الصعداء في إشارة لقدرات الله بلا شك أو نقاش، ولعلها خطوة أولى في طريق مصيري غير معلوم، فهل عرف العالم مدى أهمية الدور العظيم للعلم والعلماء؟، والبحث العلمي، وهو الأمر الذي أولته رؤية المملكة 2030 أهمية كبرى، وعياً منها بأن العلم ركيزة أولى نحو بناء الأمم القوية والمنيعة، لجعل حياة الإنسانية أسهل وأسعد.