** يظل الفساد بكافة أشكاله وألوانه العارض الصحي والمدمر لسعادة الإنسان ولاشك أن هناك الكثير من المواهب والكفاءات الوظيفية دمرها هذا الداء الخطير، كان باعتقاد المفسدين أن الحرب عليهم هي حرب مؤقتة ولكن سمو ولي العهد حفظه الله ورعاه في كل تصريح يؤكد بأن الحرب على الفساد مستمرة ولن تستثني أحداً من المتورطين.
** القوانين الوضعية التي وضعها أصحاب الشأن والاختصاص منذ زمن بعيد وتم تطويرها والعمل بها عندما تم تطبيقها بالشكل الصحيح، جعلت من أغلب الدول تتقدم على جميع الأصعدة وأصبحت الفرص الوظيفية متاحة لكل مجتهد ونصيب وهنا يرقى الفكر الإنساني للعمل والأمل معاً لخدمة الإنسان والمكان، القانون هو عدو الفساد ولله الحمد هذا ما نراه يطبق على أرض الواقع.
** التطرف هو أحد الكوارث التي أصابت العالم وخصوصاً العرب، التيارات الفكرية المتطرفة سواء من المتشددين، أو التيارات الليبرالية المتطرفة والتي تدعو للانحلال وهدم القيم والعادات الأصيلة التي تحفظ توازن وكيان المجتمع، كلها تيارات فكرية متشددة وهدفها جلب الأتباع وزرع الوهم والقناعة بأن توجهاتهم صحيحة، عندما تحدث المبالغة فلاشك أن العواقب وخيمة وأصبح المجتمع تحت رحمة هؤلاء المتطرفين الذين يحاولون زرع الشقاق والتشرذم والاختلاف بين أطياف المجتمع بطريقة سيئة، ويحاولون السيطرة على العقول بالمتاجرة بالدين، والطرف الآخر يحاول فرض حياة أخرى وكأننا في أحد الكواكب المعزولة عن العالم، لذلك أصبح البعض من المجتمع تحت رحمة تلك التيارات الفكرية المؤدلجة ذات الأفكار السلبية التي هدفها تشتيت عقول الناس عن الأهداف السامية والنبيلة.
** لقد أضاعوا الكثير من الوقت والاختلافات فيما بينهم البين في كافة وسائل الإعلام منذ زمن بعيد، وكل المواضيع التي يتم طرحها ونقاشها كلها هامشية وتافهة جدا، لا تستحق التفكير والتحليل العميق أيهما الصح والخطأ.
** الوسطية التي أمر وأوصى بها ديننا الحنيف ورسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام هي الحل الجذري لكل خلاف أو معضله تحدث في أي زمان ومكان.
** عندما تفكر العقول وتخترق حجاب المألوف يتم اتهامها بالالحاد، والتفكر والتأمل هو عبادة لأن العقل يغوص أعماق الحياة ومتطلباتها وكيفية التعامل معها بعيدا عن العواطف والزوايا الضيقة.
** وأيضاً بعض دعاة ما يسمى بالليبراليين هم على النقيض تماما مع المتشددين، ويعيشون حالة مأساوية في كل خطوة وطريق يسلكونه ويتهمون المجتمع بالتخلف والرجعية، وهم بالأساس فقدوا السعادة وقيمة الوجود والسبب هو اقتناعات سخيفة جدا، يريدون أن ينسلخ المجتمع من عاداته وتقاليده وسعادته، كل شعب لديه ثقافة وعادات وتقاليد يعتز ويفتخر بها أينما كان، ويبقى التقييم على النجاح مهما اختلفت اللغة واختلفت العادات والتقاليد والتوجهات.
** الدول والشعوب عندما يتم تقييمها وتصنيفها لا تعتمد على مساحة الأرض والسكان ولكن تعتمد على كفاءة العقول وأثرها الواضح في بناء المجتمع بناء جيدا بعيدا عن الحكم من زواية واحدة وعن الهوامش الجانبية والأشياء السطحية التي تطفو ثم تختفي بسرعة.
** نفتخر بالكثير من أبناء وطننا الغالي عندما يتم ابتعاثهم للدول الأخرى، يبحثون عن المفيد ويتجاهلون اللا مفيد، ينتهجون الوسطية والاعتدال في المواقف والتعايش والتسامح بصورة جميلة جدا، من ينتهج التقليد الأعمى فلاشك أنه يلغي هويته ووجوده وقيمته ويصبح مشتتا تقذفه رياح التغيير من مكان لآخر.
** خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه ملك الحزم والعزم عندما تحدث عن التطرف والانحلال على حد سواء قال عبارته الشهيرة التي هي بالأساس خارطة طريق تحمل الحلول الجذرية لصراع التيارات الفكرية وهي:
لا مكان بيننا لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال.
** سمو ولي العهد ضبط إيقاع الحياة بشكل عام، والإصلاحات الاقتصادية والفكرية والأمنية جعلت من السعودية رقما صعبا ومهما في خارطة الدول باستضافتها قمة العشرين التي تناقش قضايا العالم أجمع والتنمية المستدامة والبحث عن الحلول التي تجعل العالم آمنا اقتصاديا وفكريا.
** وكل دولة تتقدم على كافة الأصعدة يكون هناك قائد ناجح، فعلى سبيل المثال نرى جنوب أفريقيا نتذكر الراحل مانديلا، وماليزيا مهاتير محمد، والسعودية العظمى ولي العهد محمد بن سلمان.
** بلادنا ولله الحمد فيها الكثير من العقول النيرة التي سيكون لها شأن عظيم في تنمية أهداف وقدرات المجتمع والوطن بشكل فعال ومؤثر تحقيقا لرؤية 2020 - 2030.