م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
هذه أسئلة هرمنا ونحن على يقين من صدقها.. وإثارتها اليوم بقدر ما هي موجعة بقدر ما هي مفيدة لتحديد مسارنا في وطننا دون عاطفة متوهَّمة.
1 - الحروب الصليبية.. هل هي صليبية؟
- تكررت الحملات الصليبية لاحتلال الشام وعاصمتها القدس خمس مرات.. وكان مؤرخو العرب يسمونها «حروب الفرنجة» أو «حروب بني الأصفر».. ومسمى الحروب الصليبية أتى في القرن التاسع عشر واعتُمد كمسمى رسمي لتلك الحملات من قبل السلطان العثماني «عبد الحميد الثاني».. معتبراً أن السياسة التي تقودها أوروبا تجاه الدولة العثمانية إنما هي صليبية مُجَدَّدة.. بمعنى أن مسمى «الحروب الصليبية» قد مُنح لحروب انتهت قبل ثمانية قرون من تسميتها تلك!
2 - هل العرب أمة واحدة أم أقطار متجاورة؟
- بعد الحرب العالمية الثانية بدأت مرحلة استقلال الدول العربية.. وبالتالي ارتفاع ذلك الحلم الرومانسي بالوحدة العربية من الخليج إلى المحيط.. ووقعنا تحت ظل تلك الفكرة التي تحولت إلى أسطورة.. فشعار «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة» سقط تماماً.. فالانقلابات العسكرية في الأقطار العربية رسخت الدولة القُطْرية.. ثم تلا ذلك اجتياح الكويت.. هنا سقطت فكرة أن الحدود التي صنعها «سايكس بيكو» حدوداً استعمارية وأصبحت حدوداً وطنية.. بقي الوسم الأخير في شعار «أمة عربية واحدة» وهو «المصالح المشتركة».. تلك الجملة الأثيرة في الخطاب القومي العربي.. أين هي الآن؟ يكفي النظر إلى حال المجتمعات العربية.. فالشكوى والعداء والاعتداء بحق كل قطر عربي يأتي من قطر عربي آخر!
ختاماً: هذه المقالة هي فقط دعوة للتفكير.