د.عبدالعزيز الجار الله
البدء في تطعيمات كورونا من هذا الأسبوع في بريطانيا وبعض الدول ستأتي تباعاً، حتى تغطي أكبر نسبة من سكان العالم والذي انقسم حول تناول التطعيمات:
القسم الأول: وهم ممن أصيبوا بالفيروس وحصلوا على الحصانة والمناعة.
القسم الثاني: الراغبون في التطعيم.
القسم الثالث: غير الراغبين في التطعيم.
القسم الرابع: الأطفال من لديهم مناعة طبيعية.
القسم الخامس: الواقعون في المنطقة الرمادية، فئة مترددة، وفئة لا تعرف إجراءات حجز التطعيم.
كورونا بدأت فعليا في ديسمبر 2019م أي مدة عام حتى توفرت عند بعض الدول إمكانية تصنيع المضادات، وخلال عام حدث للعالم خسارة مالية واسعة على الحكومات، والقطاع الخاص، والقطاع الثالث وهم أصحاب الدخولات المنخفضة، الجميع خسر تجارته وأغلقت الشركات والمؤسسات على خسائر بيّنة وواضحة نتيجة الركود والحجر والحظر وإغلاق المنافذ والمطارات والموانئ.
فهل استوعب وأدرك العالم من أزمة كورونا، وفِيروساتها التي أثبتت التجربة والمراقبة أنها ستزور العالم كل عشر سنوات، وهي التي لم تتوقف من بداية الألفية الثالثة، أم سينظر لها مثل أي أزمة طارئة ومؤقتة مرة في العمر، فوزارات الصحة في العالم عليها أن تعيد ترتيب الأولويات من توفر اللقاحات، وطرق العلاج ومكافحة الفيروسات، بإنشاء وكالات جديدة تتولى بحوث وإيجاد أمصال وتصنيع أدوية تعالج الإصابات، كما أن وزارات التعليم العالي والجامعات ستقع عليها مسؤولية التوسع في تخصصات مكافحة الفيروسات والعدوى، ومراكز بحوث للفيروسات، ودعم مستشفياتها بأقسام جديدة وطوارئ تحقق العزل والتعقيم الكامل، فالأمر لا يتوقف على أزمة طارئة، بل فيروسات مستدامة ومتجدِّدة، وليس مع كل أزمة يتم ضرب الاقتصاد العالمي واستثمارات الدول والحظر والحجر، وإرباك المجتمع وإدخاله في دوامات الإرهاب الاجتماعي والفزع والأمراض النفسية، فالمجتمعات أصبحت ضحية الجوائح التي تتناوب عليها عبر فيروسات تتحوّر وتتغيّر في عالم غامض ونقص في الحقائق والمعلومات.