علي الخزيم
يلفت الانتباه داخل صالات السفر بمطار الملك خالد الدولي بالرياض شاشات تحمل عبارات وصوراً توعوية حول أمراض العيون وكيفية الوقاية منها، وتحمل بصمة وشعار مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض، ويندرج هذا بإطار التعاون المثمر بين المطار والمستشفى وبمسارات الخدمات الاجتماعية التي توليها مؤسساتنا الحكومية والأهلية الاهتمام؛ غير أنها تتباين من حيث الجودة والإتقان والشمولية واستمرارية المتابعة، وهنا - كما تقول العرب - مربط الفرس؛ فإن كان الحديث والثناء على العموم؛ فإن التخصيص يَنْصَبّ على المتميزين بهذا المجال ومن ذلكم (KKESH)، وإن فترت هذه الفعاليات أياماً فإنها تتأهب لقدوم وحضور أفضل من السابق، وبتركيز أقوى مع كل جديد بمجال طب وجراحة العيون، وهو ما حقق به مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض نجاحات بارزة متتالية وأحرز خلالها شهادات التميز من مراكز متخصصة عالمية متقدّمة، ولا ينحصر هذا النشاط التفاعلي الاجتماعي على المطارات؛ بل إنك تجد مثل هذا وأكثر بمراكز التسوّق الكبرى وأماكن التجمعات وميادين الترفيه، وغيرها.
ويشير موقع المستشفى الإلكتروني إلى أن مثل هذه المشاركات تأتي بإطار من استشعار المستشفى للمسؤولية الاجتماعية لرفع الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية العناية بالعيون والوقاية ما أمكن من الأمراض والحوادث التي قد تتعرَّض لها، ويؤكّد المستشفى أنه لا يُفَوِّت فرصة محلية أو دولية أو يوماً عالمياً خاصاً بمجاله إلَّا وشارك به بصورة أساسية وفاعلية قصوى من أجل القضاء على مسببات الإعاقة البصرية التي يمكن تفاديها إما بالعلاج أو الوقاية، كما أنه لا يَدَّخِر وسعاً لاستثمار منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمستشفى لتعميم التوعية الشاملة، بالإضافة لتقديم بث مباشر يقدم خلاله أطباء المستشفى ساعات من مضامين التوعية مع الإجابة على تساؤلات المتابعين عبر التقنية عن مشكلات العيون ووقايتها من الإصابات والأمراض، هذه الفعاليات والأنشطة الاجتماعية يستفيد منها المبصرون؛ ولكن (KKESH) لم يهمل المكفوفين وأمثالهم من ضريري البصر، وليثبت المستشفى شعاره الجميل (أنتم بالعيون) فلم تتوقف طواقم المستشفى وأجهزته الطبية العملاقة عند حالات التشخيص والعلاج؛ وإنما عملت بكل جهدها للوصول إلى المكفوفين للعناية بهم وتثقيفهم للتعامل الأمثل مع حالاتهم وصولاً إلى علاج ناجع أو تيسيراً لأمورهم، ومن ذلكم تقديم دورات لتعليمهم كيفية التعامل مع أجهزة (ماك عبر زوم)، حيث يدرب المستشفى مجموعات متتابعة تضم العشرات من المكفوفين من داخل المملكة ودول الخليج العربي الشقيقة ومن العالم العربي، بل ومن العرب ممن يعيشون بالدول الأوروبية.
هذا المستشفى والصرح الطبي العلمي العالمي العملاق ليس الوحيد بين صروحنا العلمية الذي يستحق الثناء والمديح على إنجازاته ودأبه لملاحقة أسباب النجاح، غير أنه يُعد من الأبرز بين أمثاله، ويضم نخبة من الأطباء والطواقم الطبية المتفوِّقين بشهادة أقطاب التميز العالميين، ولقد كنت من المحظوظين ممن أتيحت لهم فرصة الاطلاع عن كثب على تميز تجهيزاته وما تملكه كوادره الطبية من مهارات عالية ضمن فريق إعلامي خلال مناسبات افتتاح أقسام ومرافق متطورة بالمستشفى، وكل هذا يؤكد أنه منشأة طبية علمية لا تتثاءب!