يقول «هاري هوايت» أحد مديري الشركات الكبيرة: «إن السر في سرعة نجاحي وتفوقي على أقراني»، أنني كنت دائماً أعطي المؤسسة التي أعمل فيها عملاً أكثر مما هو مفروض عليّ».
مبدأ صحيح في معظم ميادين الحياة. أعط أكثر مما تأخذ، يصبح الناس مدينين لك. ولا بد أن يسدّد لك هذا الدين في يوم من الأيام. هذا إلى جانب أن الرجل الذي يؤدي ما هو مطلوب منه فقط، يحس أن ليس له قيمة مميزة. ولكنه إذ يفعل أكثر مما يراد منه، يشعر أنه معطاء كريم.
إن في قرارة النفس البشرية نقطة ضعف مشتركة بين الجميع. فنحن - بلا استثناء - نريد شيئاً أو أشياء مقابل لا شيء. ولكي تنجح وتسبق رفاقك ومنافسيك، ضع هذا الشيء الزائد في «الصندوق» الذي تقدمه للناس. ولعل فكرة إعطاء الهدايا أو المزايا أو النقاط - على محدودية قيمتها - للمشترين من بعض المتاجر، وما يتبع هذه من إقبال عجيب، كانت سبباً في إثراء كثيرين وازدهار مؤسساتهم.. لا تفكر مطلقاً في أن تقوم بالعمل الموكل إليك فقط، وإنما فكر دائماً في أن تبذل كل ما في وسعك وبقدر ما تستطيع، بغير أن تفكر في المكافأة التي لا بد أن تظفر بها مضاعفة إن لم يكن عاجلاً فآجلاً.
وحتى في الحياة الزوجية.. لو أن كلاً من الزوجين اخرج من ذهنه ما على الشريك الآخر من واجبات ومسئوليات. وعمد إلى القيام بما يستطيع من أعمال تتصل بالمنزل وإدارته وتربية الأولاد، بغض النظر عن تحديد دائرة اختصاصه، لوجد متعة أكبر في الحياة.
ويقول أحد علماء الاجتماع موجهاً كلامه للمرأة:
أسهل وسيلة لتكوني سعيدة، أن تجعلي زوجك سعيداً، لأن الزوج السعيد يغدو زوجاً صالحاً شفوقاً محباً. إن كل رجل ناجح ينبغي أن يستمتع بقدر كبير من الثقة بنفسه. فعندما توحين إلى زوجك أنك جد سعيدة بزواجك منه، وأنه رجل عظيم جدير بكل ثقة وإعزاز وتقدير، تدفعينه دفعاً إلى السير قدماً في عمله، كي يبرهن لك على أنك على صواب فيما تظنين. وهو عندما يجد - عند عودته من عمله كل يوم - رغباته معدة بطريقة جذابة شائقة، يتضاعف حماسه للنضال في الحياة لإسعاد الزوجة التي أسعدته.