فهد بن جليد
هذا ما يحدث بالفعل عند شريحة واسعة من الناس ممن يتلقون إشعارات أو رسائل بريدية (إيميلات) خاصة بالعمل طوال اليوم، هناك من يعتقدون أنَّهم أكثر حرية بعدم ذهابهم إلى المكتب بفعل جائحة (كورونا) والعمل عن بُعد، الحقيقة أنَّ الحياة عادة للمكاتب مع تخفيف الإجراءات والقيود الاحترازية في العالم بينما استمر أداؤهم للمهام (عن بُعد) حتى بعد نهاية وقت الدوام المُتعاقد عليه دون أن يشعروا بذلك أو يتغير عليهم شيء، وسائل التواصل الخاصة بهؤلاء (البريد الإلكتروني، الهاتف الذكي، وسائل التواصل الاجتماعي الشخصية مثل الواتس أب، فيس بوك، تويتر، سناب شات ... إلخ) كلها تترقب مزيداً من تطورات العمل الروتينية، دون أن تشعر أنت غارق في العمل وهمومه ومواكبة تطوراته وأحداثه طوال الوقت تقريباً.
التراجع عن هذه المرحلة لم يعد قراراً شخصياً أو فردياً يملكه العامل أو الموظف، طبيعة الأعمال وأجواؤها بعد (كوفيد-19) تفرض مثل هذه التطورات والتغيرات في أشكال التعاطي الجماعي مع الأعمال على مختلف شرائح الموظفين وحتى المتعاملين مع كافة قطاعات الأعمال تقريباً، العالم تحول إلى (خلية عمل) دائمة كحالة روتينية في كل الدول والمجتمعات تقريباً، ربما تدخل دائرة الإهمال وتصبح غير جدير بالمهمة التي توكل إليك، وتوصف من مديرك بالمتقاعس عن أداء مهامك الوظيفية أو غير عصري وغير مبال إن لم تتفاعل مع كل ما يردك من تطورات للعمل وأنت خارج وقت الدوام.
من يملك إعادة تنظيم ما يمكن تسميته (بالفوضى) التي نجمت عن استمرار العمل الدائم 24 ساعة عن بُعد بسبب جائحة كورونا؟ شهية المديرين ورؤساء شركات ومؤسسات القطاع الخاص مفتوحة لعقد الاجتماعات وإرسال الإيميلات والاستفسارات في كل وقت وكل حين، لنتذكر أنَّ هذا على حساب وقت الموظف؟ وراحته؟ وأسرته؟ فيروس (كورونا) كم أنت قاسٍ على الجميع.
وعلى دروب الخير نلتقي.