أحمد المغلوث
السعوديون والمواطنون في المملكة أحسوا بسعادة عظيمة وهم يتابعون ما تناقلته مؤخرًا مختلف وسائل الإعلام في الداخل والخارج عن تقدمها على دول مجلس مجموعة العشرين، بل تفوقها على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن في مؤشرات الأمن.
هذا الإنجاز العظيم لم يتحقق إلا نتيجة طبيعية وحتمية لما بذلته وتبذله قيادة الوطن ومنذ تأسيسه ككيان شامخ على يد المؤسس طيب الله ثراه وسار على نفس الطريق أبناءه الملوك المخلصين مما جعل كل من عاش في ربوعه يشعر بالأمن والاستقرار الدائمين أينما كان، في حله وترحاله. ومنذ كنا أطفالاً صغاراً ونحن نتشرب معرفة وأهمية الأمن والاستقرار من خلال حفظنا لبعض سور القرآن الكريم التي أشارت بوضوح لأهمية الأمن: يقول تعالى: {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} (قريش: 4)، ويقول عزّ وجلّ: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً} (البقرة: 125)، ويقول سبحانه: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً..} (النحل: 112)، وتمضي بنا الأيام لنتعلم أكثر أن لا حياة لإنسان أينما كان بدون هذا الأمن الذي ينشده ويتطلع إليه الجميع في كل مكان في العالم. فلا حياة مستقرة بدون «الأمن وتعزيزه ونشره بين الأفراد والمجتمعات وصولاً لحياة هانئة وسعيدة يأمن فيها المرء على نفسه وماله وعرضه.. ولم يتحقق للمملكة هذا النجاح المنقطع النظير في هذا المجال على مستوى العالم إلا من خلال توفيرها لكل ما من شأنه أن يحقق ذلك وأكثر من ذلك فلم تبخل الدولة وبدعم من قيادتها على بذل كل الجهود والإمكانات والقدرات البشرية من كوادر وطاقات مؤهلة وحاصلة على تخصصات متميزة في مجالات الأمن المختلفة لتمكينهم من العمل المتميز والناجح في مكافحة الجريمة والقضاء على مسبباتها وبواعثها بفضل ما وفرته من قدرات وتقنيات لمختلف الأجهزة الأمنية وفي كافة المناطق والمحافظات. ولا شك بعد هذا أن تكامل العملية الأمنية للمواطن تقف خلفها عوامل عدة منها. وطن آمن ومستقر.. ومؤمن دينياً وهو ينعم في ذات الوقت بحياة اجتماعية واقتصادية.. مما ينعكس على حياته ومن يعيش معه, والعكس صحيح فإننا نجد من يعيش في مجتمع يفتقد لهذه العناصر. فلا أمن ولا استقرار.. يعيش حياة بائسة يائسة تضطره إلى الاندفاع إلى ارتكاب الجرائم واثارة المشكلات، بل التعدي على المحرمات.. كل هذا مرتبط بشكل خاص وحتى عام لحاجته للمال ولما يعيشه من فقر وبؤس. أما في بلادنا وله الحمد والمنة فلقد وفرت حكومتنا الرشيدة الكثير الكثير لمواطنيها، بل ها هي تقدم من خلال الجمعيات الخيرية والمراكز الإنسانية والاغاثية في الداخل والخارج مئات الملايين، بل الملياراتمن الأموال والمساعدات المختلفة.. من هنا وأكثر تميزت بلادنا عن الغير.. وما أكثر ما تميزت به من أشياء جعلت العالم يعترف بدورها الرائد والفاعل، بل المؤثر كما شاهد العالم ذلك خلال ترؤسها لقمة العشرين.. بجدارة واقتدار.. رغم أن هذا حدث ويحدث والعالم يعيش تبعات أزمة كورونا المستجد.. وماذا بعد في الوقت الذي ما زالت دول كبرى وعظمى تعاني تصاعد الإصابات والوفيات بهذا الوباء الفتاك نجد المؤشرات والأرقام الإحصائية في المملكة تسجل بفضل الله تراجعاً كبيراً في أرقام الإصابات والوفيات وتزايد حالات التعافي.. ألا تستحق مملكتنا العربية السعودية السعيدة والآمنة والمستقرة هذا النجاح..؟!