توفي ناصر عبدالعزيز صالح الغفيلي، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يجازيه بالحسنات إحسانًا وبالسيئات عفوًا وغفران، هو ووالدينا وجميع موتى المسلمين الذين آمنوا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا ورسوله وماتوا على ذلك. والموت هو سنة الله في خلقه أجمعين يستوي في ذلك الحاكم والمحكوم والصغير والكبير والغني والفقير، يقول الشاعر منصور المجيدل في رثاء أحد الغالين عليه:
الله من غالي وغالي لنا مات
اليوم وينه ما بقى له بقايا
لو عشت بالدنيا سنين طويلات
مالك من هموم المنايا نجايا
حكمة إله الكون رب السماوات
قدر بدايات البشر والنهايا
والإنسان بطبيعته يحب الحياة ويكره الموت:
خرجنا إليها كارهينا فلما
الفناها خرجنا مكرهينا
ومصداق ذلك في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.
وعزاؤنا الحار لأهل الفقيد وأبنائه وجميع أقاربه ومعارفه وعموم أسرة الغفيلي.. سائلين الله ألا يري الجميع أي مكروه في عزيز عليهم وأن يلهمهم الصبر على هذا المكروه والرضا بقضاء الله وقدره للظفر بما بشر به عباده الصابرين بقوله {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}. وخير ما نوصي به كل المحزونين على فراقه وأخص أبناءه بكثرة الترحم عليه والدعاء له حتى لا ينقطع عمله الصالح بوفاته أخذًا من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، وذكر أو ولد صالح يدعو له). وهذه حال الدنيا تجمع وتفرق الأهل والمعارف والجيران والأقارب والخلان، والبقاء والخلود لخالق الوجود وحده، ولو كان البقاء لأي حي لكان رسول الله حيًا وباقيًا، وتصديق ذلك في قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}، وفي قوله تعالى مخاطبًا رسوله الكريم: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}. حفظ الله الجميع بحفظه, و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
محمد الحزاب الغفيلي - الرس