د.نايف الحمد
* بنهاية المباراة النهائية لكأس الملك التي انتزع فيها الفريق الهلالي البطولة الغالية من غريمه النصر يكون الهلال قد أقفل صفحة واحدة من أكثر المواسم إثارة وقوة وإنجازات في تاريخه الممتد من عام 1957م.
* موسم استثنائي بكل معنى الكلمة.. فقد سبقته عواصف كادت أن تطيح بالزعيم خلال الموسم الذي سبقه، لولا أنه يمتلك من الهيبة والشموخ ما يجعله عصي على السقوط.. انحنى لعاصفة مدوية أرادت أن تقتلع الأخضر واليابس، وبدأ يستجمع قواه ويهيئ نفسه بطريقة أخرى تتناسب مع هذه المرحلة وما صاحبها من أجواء غريبة لم يكن أحد ليتنبأ بها.
* بدأ الهلال الموسم بإدارة جديدة بقيادة الشاب/ فهد بن نافل وبدعم كبير من سمو الأمير الوليد بن طلال حيث قامت هذه الإدارة بترتيب أوراق النادي من خلال تعزيز المكتسبات وإضافة ما يحتاجه الفريق على المستويين الإداري والفني.. تعاقدت مع الداهية رازفان وجددت عقود اللاعبين وقدمت إضافات نوعية للفريق في سياسة تعتمد على استمرار استقرار الفريق وانسجامه.
* كانت الخطوات مدروسة وواثقة في ظل مراقبة من جماهير الهلال العظيمة التي أصابها الإحباط جراء الموسم السابق الذي لم يحمل من الحسنات سوى تأهل الفريق لدوري الـ16 في دوري الأبطال والفوز بكأس السوبر.
* كان المعترك الآسيوي صعباً صاخباً مثيراً والهلال ينافس فيه فرق كبيرة بدأها بالأهلي ثم الاتحاد ثم السد القطري حتى بلوغ النهائي.
* في نهائي البطولة كتب الهلال ملحمته التاريخية وفتح صفحة جديدة من صفحات المجد الأزرق وأرسل رسالة مفادها أن هذا الفريق عندما تتكالب عليه الظروف والأزمات يعود أقوى.. فريق لديه من الصبر والاحتمال ما يكفي لتجاوز العثرات وتحويلها لانتصارات.
* في 24 نوفمبر أعلن الهلاليون العودة من الباب الكبير لزعامة أكبر قارات العالم، وأصبح لدوري الأبطال نكهة خاصة على مستوى القارة وبات الهلال هو البطل المتوج الذي استطاع الاستحواذ على كل شيء من أرقام وأمجاد وسمعة تجاوزت الآفاق.
* عاد الزعيم الهلالي من رحلته الآسيوية مظفراً ليشارك في بطولة كأس العالم للأندية.. حيث أبهر العالم بأداء فخم راقٍ من خلال تحقيقه لرابع العالم، قبل العودة لاستئناف مشاركاته المحلية.
* بقوة وعنفوان حسم هوامير الصحراء بطولة الدوري قبل نهايته بجولات رغم ما صاحب الموسم من توقف لما يقارب الأربعة أشهر بسبب جائحة كورونا. لكن الهلال بفضل ما يمتلكه من إدارة وجهاز فني رائع استطاع تجاوز هذه الظروف في سابقة تاريخية لم يشهدها العالم من قبل.
* في آخر بطولات الموسم لم يجد الهلال صعوبة في الوصول لنهائي كأس الملك ولا في حسم المباراة النهائية والحصول على الكأس الغالية أمام فريق النصر، مختتمًا الموسم بطريقة مثيرة وسيناريو يصعب على أي متابع توقعه.
* كان رد الهلال قاسياً مزلزلاً لخصومه إذ لم يترك لهم حتى الفتات.. فاز بالحصة كاملة، وأخذ الجمل بما حمل دون أن يرف له جفن أو تطرف له عين.
* سيبقى هذا الموسم علامة بارزة في تاريخ الهلال والكرة السعودية نظير ما قدمه الزعيم الهلالي من إبداع لوى به أعناق عشاق الكرة الجميلة في الوطن العربي والقارة الآسيوية.. فريق يمتلك مجموعة من اللاعبين العباقرة، تميزوا على المستوى الفردي والجماعي وقدموا الوجه الحقيقي لكرة القدم الممتعة، ويحق لكل لاعب منهم أن يفخر بما قدمه في هذا الموسم المثير.
* جماهير الهلال ما زالت تطالب الفريق بضم بطولة السوبر التي ستقام في نهاية يناير ومواصلة الانطلاقة القوية في دوري هذا العام، ولا تكتفي، بل تطالب بكل بطولة يشارك فيها الموج الأزرق. إنها روح الهلال المتوقدة التي ليس لسقف طموحاتها حد.. تعانق السماء وتصنع المعجزات.