صيغة الشمري
يعرف الجميع بأن الذكاء الاصطناعي أصبح يمثل ركيزة مهمة جداً في الاقتصاد العالمي بغض النظر عن كونه علمًا قائمًا بذاته يخدم في كل مجال من مجالات العلوم والصناعات الأخرى، تتسابق جميع دول العالم في هذا المجال بكل ما تملك من قوة نظراً لأنه يمثل مصدر دخل لا يستهان به اقتصاديًا، والسعودية تحقق -لله الحمد- خطوات ناجحة في هذا المجال تستحق الفخر، جعلتها تحتل المركز الأول على مستوى العالم العربي والثاني والعشرين عالمياً، إذ قفزت سبع مراكز قياساً بالعام الماضي، حيث يقيس المؤشر أكثر من 143 مقياسًا لمستوى الاستثمار والابتكار وتنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر معايير عدة كقوة البنية التحتية والبيئة التشغيلية والأبحاث والتطوير وغيرها، ولم يكن هذا الإنجاز الوطني ليتحقق لولا الله ثم وجود عقول وطنية متخصصة تسعى بكل ما
أوتيت من أخلاص لرفع اسم الوطن في جميع المحافل والمناسبات، منذ إطلاق مشروعي « سدايا» و»نُسدي» وإنجازاتنا الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي تتقدم بشكل كبير وتكسب الرهان نظرًا لإستراتيجيتهما العميقة ولاسيما أن البينات أصبحت في المجال الاقتصادي تمثل استثمارًا يفوق دخل وأرباح أي استثمار آخر، بمعنى أن اقتصاد البينات يفوق أي نوع آخر من الاقتصاد، وهذا ما انتبهت إليه حكومتنا الرشيدة وسارعت في دعمه حتى حقق في سنوات قليلة ما لم تحققه الكثير من الدول في عشرات السنين. إن نجاح «سدايا» التي لم يبلغ عمرها السنة الواحدة في إطلاق القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وكذلك في إدارة أنظمة الاتصال المرئي الآمن وتشغيلها لقمة الرياض لمجموعة العشرين بشكل مبهر جعلنا جميعنا كسعوديين نباهي بنجاحاتها ونحلم بالمزيد الذي يجعلنا ننافس على المقدمة بين جميع دول العالم، إن ريادة الاقتصادات القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي أصبح يشكل هاجساً وهدفاً إستراتيجيا لجميع دول العالم دون استثناء لأن التقدم في هذا المجال يمنح تفوقاً في مجالات أخرى مهمة تتحق تباعاً في حالة النجاح وتحقيق الريادة في الذكاء الاصطناعي، تحية تقدير لرجالات الوطن المخلصين من القائمين على تطوير وتقدم الذكاء الاصطناعي في بلادنا والذين يحققون النجاح تلو الآخر في زمن قصير يدل على احترافيتهم وعلو كعبهم عالمياً.