فهد بن جليد
ثمَّة علاقة بين الرشفة والصرخة تذكرك باستمرار الحياة علينا الحفاظ عليها، لم أتوقع أنَّنا بحاجة في يوم من الأيام لمبادرة تجعل المقاهي المنتشرة في شوارعنا وأسواقنا صديقة لأطفالنا؟ سباق منع الأطفال من دخول الكافيهات بحجة خلق أجواء رومانسية ظاهرة يجب أن تتوقف، لا معنى لهذا التصرف الذي لا يرحب بوجود الأطفال مع ذويهم أو يضعهم تحت دائرة المراقبة الدائمة والأعين، من مميزات الكثير من المقاهي في أوروبا وجود حدائق ومناطق ألعاب مخصَّصة للأطفال، الترحيب بهذه الفئة من الزوار ضمن العائلة خلق ثقافة في مجتمعنا لا يجب أن نفقدها لدى جميع المقاهي، في نهاية المطاف يمكن تخصيص مقاهٍ محدَّدة للكبار فقط مثل بقية أنحاء العالم.
ما دعاني للكتابة هو تزايد منع الأطفال من دخول المقاهي، خصوصاً تلك المتخصِّصة بشخصيات مسلسلات الأطفال من جيل الثمانينات والتسعينات مثل (عدنان ولينا وهايدي توم وجيري.. وغيرها)، فمع انتشار ظاهرة مقاهي مسلسلات الأطفال في الرياض التي تعتمد في ديكور المقهى بالكامل على الشخصيات الكرتونية وألوان وموسيقى المسلسل، وتنثر مقتنيات العمل الفني في جنباته، تتسابق على منع دخول من هم دون سن العاشرة خوفاً على الديكور؟ يبدو أنَّها لا تستهدف هؤلاء الأطفال الذين لم يعاصروا الشخصيات الكرتونية، بل تعمل على الكسب من وراء تحريك عواطف الآباء والأمهات وما تختزنه ذكريات طفولتهم.
على الوجه الآخر تبرز ظاهرة لا تقل أهمية، تبالغ فيها مقاهي ومراكز نسائية متخصصة أخرى في فرض أسعار مبالغ فيها للصور التذكارية للأطفال داخل هذه المراكز مع شخصيات كرتونية شهيرة للبنات الصغار، بتهيئة ملابس الشخصية لترتديها الطفلة وتمسك بعصا أو تركب نموذج عربة صغيرة أو تقف على سلم لتدفع الأم فاتورة مبالغ فيها، إذا كان الأمر كذلك فثمَّة سؤال مطروح هل هذه المقاهي والمراكز تملك تنازلاً من مالكي حقوق هذه الشخصيات العالمية على استثمارها واستغلالها تجارياً؟ أم أنَّهم يستغلون جيوبنا فيما لا يملكون أصلاً.
وعلى دروب الخير نلتقي.