أوصاف الفارس
نواجه كثيراً في حياتنا اليومية العديد من الأشخاص الفضوليين والمتطفلين على حياة الآخرين, وجل حديثهم عن فلان هل تزوج؟ كم راتبه؟ أين سافر؟ فلانة ماذا فعلت أين ذهبت هل أنجبت؟
ما الذي يقدم أو يؤخر في حياتك إن عرفت تفاصيل حياة الآخرين؟
إن عدم التدخل والتطفل على الآخرين فرض عليكم وليس كرمًا منكم، فالتدخل في شؤون الآخرين مرض نفسي وداء يهدم صاحبه، عدم التدخل لا ينقص من عمرك ولا يأخذ من رصيدك... عليك فقط أن تعيش لنفسك وتنشغل بها وتترك الناس لرب الناس.
إن ظاهرة (الفضول والتطفل على حياة الآخرين) من المشكلات والآفات الاجتماعية والأخلاقية المزمنة التي زاد ظهورها خاصة مع الانفتاح الذي حققته وسائل التواصل الاجتماعي, وأسبابها كثيرة، منها الشعور بالفراغ والنقص والشعور بالحسد والغيرة والبحث عن الغير للكيد.
عيوبنا أولى بالمراقبة والتصحيح «وطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وويل لمن نسي عيبه وتفرغ لعيوب الناس».
وكما أننا لا نرغب في أن يتدخل الآخرون في شؤوننا، فإنّ علينا ألّا نتدخل في شؤون الآخرين، لأنّ حياة الإنسان الخاصة ملك له وحده، وأسراره وقضاياه الشخصية حصن لا يرغب في أن يقتحمه أحد. فكما لا يرغب أحد بأن يتم اقتحام بيته دون استئذان أو موافقة منه، كذلك الحال مع أيّ تدخل في أمور الآخرين الخاصة، فهذا تصرف غير مقبول أيضًا.
كيف نتخلص من هذه الفئة من الفضوليين والمتطفلين على حياتنا؟
بخطوات بسيطة فقط بالمختصر حاولوا أن تضعوا لهم حدًا، فعندما يسألونكم سؤالاً بهدف الفضول أكبحوا جماح فضولهم بأجوبة مبهمة أو أجوبة غير منطقية، أو من الممكن الرد عليهم بسؤال آخر مماثل لسؤالهم بهدف إحراجهم وتوصيل رسائل مبطنة لهم ليفهمو انزعاجك وإن لم يفهموا بكل بساطة لا تجاوبوا والزموا الصمت لا تسمحوا لهم بالتمادي والتدخل في حياتكم وضعوا لهم حدًا ولا تشبع فضولهم.
فلتحرصوا على حسن التعامل مع الناس ببعدكم عما لا يعنيكم وعن ما هو ليس من شأنكم, فبعدكم عن التدخل في أمور غيركم يجنبكم المشاكل ويقربكم إلى قلوب الناس، ويبعد عنكم الخلافات ويريح بالكم، وقد صدق من قال: من راقب الناس مات هماً.