علي الصحن
لم يعد جديداً ولا مثيراً أن يحلق الهلال بالذهب، وأن يعزز أرقامه في سجل البطولات، وأن يكسر أرقامه القياسية بأرقام جديدة، بعد أن عزّ ذلك على منافسيه واستعصى عليهم، والحديث عن إنجازات الهلال وتأكيد المؤكد وإثبات المثبت لم يعد مغرياً، فقد بات الانتصار الأزرق قاعدة والخسارة هي الاستثناء، وأصبح الفريق قادراً على تطويع كل الألقاب بسهولة، وتحقيقها أياً كان المنافس، ولم يكن فوزه باللقب القاري ثم حضوره المميز في مونديال العالم وتتويجه بلقب دوري الأمير محمد بن سلمان ثم بكأس الملك خلال سنة وبضعة أيام – شهدت توقف المنافسات زهاء الأربعة أشهر – إلا تأكيداً على أن الهلال مختلف متفرد متميز قادر كأنما كان نسيجاً وحده لا يمكن أن يماثله فريق ولا ينافسه منافس ولا يشترك في مزاياه غيره!!
قبيل العودة إلى المنافسات في أغسطس الماضي، كان هناك من يقلل من الهلال، ويؤكد أن الفريق قد توقف وأنه لن يكون منافساً، ولأن الهلاليين قد اعتادوا على الأفعال فقد جاء الرد قوياً وكان الفوز باللقب الصعب الغالي مجللاً، وقبل أن تنطلق أول صافرة في الموسم الحالي ظهر من يؤكد أن سيطرة الهلال ستكون من الماضي، وأن منافسيه قد أصبحوا أشداء قادرين على إيقافه، لكن الأمر في الملعب مختلف، وعند النزل يظهر الهلال، وبالفعل ظهر الأزرق وبان وقدم روائعه بكل الألوان، وأكد أنه والذهب صنوان لا يفترقان.
ما يميز العمل الهلالي أنه يكون لليوم والغد وبعد الغد، لذا يتغير المنافسون، وتتغير الإدارات ويتغير كل شيء في الهلال، إلا الحضور أولاً، والمنافسة على كل لقب، وهنا نتذكر مثلاً، كيف عانى الفريق في موسم 2015 بعد خسارته النهائي الآسيوي، لكن الفريق في النهاية لم يستسلم، ولم يتوسد أخطاء حكم النهائي ليبرر خسارته، بل عمل وغير ما يمكن تغييره للقريب وللمستقبل البعيد، ولك أن تتخيل أن نجح منذ ذلك الحين في تحقيق (10) بطولات كبرى، كما وصل في منتصف السنوات الخمس الماضية إلى النهائي القاري لكنه خسر وتأثر لكنه لم يسقط ويتعثر، وقد يكبو الهمام (خطوة للخلف وعشر للأمام) كما قال الشاعر.
يبحث الهلاليون عن البطولات، ولا يلتفتون لمن يقلل من إنجازاتهم أو يشكك بها، فذاك أمر تجاوزه الهلاليون منذ زمن طويل، لقد أدركوا أن العمل وحده هو من سيجلب لهم الذهب، وأن الإنجاز الحقيقي المثبت الباقي هو ما يتحقق داخل الملعب وداخل الملعب فقط، أما باقي الإنجازات والعبارات فإنها لا تلبث أن تغيب فور إشراقة شمس الحقيقة.
(61) لقباً رسمياً، وفارق شاسع عن أقرب المنافسين، حقيقة تفرض على كل باحث عن النجاح، أن يسبر أغوارها، وأن يقلب أوراقها، وأن يحاكيها ويسير على نهجه، فلعله يصل في يوم ما إلى حيث وصل الهلال وحقق الهلال وتفرد به هذا الهلال.