بدأت الكثير من الشركات في السنوات الأخيرة في التحول من الدائرة الضيقة بمعنى إدارة الأفراد للشركة إلى معنى أشمل تحت مظلة تسمى الموارد البشرية، يسرد «ديف أولريخ الأميركي خبير في هذا المجال» (الأدوار الوظيفية للموارد البشرية كالتالي: مواءمة الموارد البشرية واستراتيجيات العمل، عمليات إعادة التنظيم وإعادة الهيكلة، الاستماع والاستجابة للموظفين وكذلك إدارة الانتقالات والتغييرات).
تعتبر الموارد البشرية الجهة المسؤولة عن خبرة الموظف خلال دورة حياة التوظيف إلى وقت خروجه من المنشأة، فهي عامل الجذب الأساسي لاستقطاب الموظف المناسب من خلال أصحاب العلامات التجارية، ومن ثم يجب اختيار الموظف المناسب من خلال عمليات التعيين، حيث يعمل القسم على تعيينهم والإشراف على تدريبهم وتطويرهم خلال مدة خدمتهم مع المنظمة، ويقوم موظفو الموارد البشرية بتقييم مواهب الموظفين من خلال اختبارات الأداء، ومن ثم يتم مكافأتهم تبعاً لذلك، وإدارة رواتب وعوائد الموظفين، وعلى الرغم من أن الكثير من الأنشطة يتم تمويلها بمصادر خارجية، لكن الموارد البشرية تلعب دورا استراتيجيا أكبر وتشارك في إنهاء خدمات الموظفين بما في ذلك الاستقالات، والفصل المتعلق بسوء الأداء وزيادة الموظفين.
هذا التحوّل من الدائرة الضيقة إلى الأوسع فتح مجالا كبيرا في تطوير الموارد البشرية واهتمام الشركات بها، ابتداء من ملاك الشركات والإدارة التنفيذية، إذ لم تبقَ دائرة الاهتمام في أفراد المؤسسة والشركة في مجال التوظيف ودفع الرواتب فقط، بل أصبح الأمر أبعد من ذلك في تغطية كافة الجوانب التطويرية والاهتمام بالموظف ما أدى إلى نمّو في الإيرادات وتحقيق نجاحات للشركة، وذلك بفضل أداء الموارد البشرية.
هنالك نصف مليون ممارس للموارد البشرية في الولايات المتحدة وآلاف في العالم. الرئيس التنفيذي للموارد البشرية هو أعلى منصب في أغلب المنظمات، وفي العادة يرجع للرئيس التنفيذي مباشرة ويعمل مع أعضاء مجلس الإدارة في خلافة الرئيس التنفيذي.
في كافة القطاعات العامة والخاصة، وظائف الموارد البشرية غالباً تصنف إحدى نوعين: موظفي الموارد البشرية العامة وأهل الاختصاص. العامة يدعمون الموظفين مباشرة بالإجابة عن أسئلتهم وشكاويهم ومشاريعهم. وغالباً ما يكونون مسؤولين عن جميع جوانب الموارد البشرية ولذلك يحتاجون إلى معرفة واسعة في الموارد البشرية. مسؤوليات موظفي الموارد البشرية العامة تعتمد بشكل واسع على حاجات القطاعات، والمتخصصون يعملون في الموارد البشرية في إدارة متخصصة. بعض الممارسين يقضون مسارهم المهني كله إما عموميون أو متخصصون، بينما البعض الآخر يحصلون على خبرة في كلا الطريقين ثم يختارون واحداً منها لاحقاً.
أن تكون مديراً للموارد البشرية تصنف باستمرار على أن لديك إحدى أفضل الوظائف، في الترتيب الرابع حسب سي إن إن، وفي الترتيب العشرين حسب نفس المنظمة في عام 2009، بسبب الراتب، الرضا الشخصي، الأمان الوظيفي، النمو المستقبلي، وفائدة المجتمع.
استشارات الموارد البشرية مجال عملي له علاقة بالفرد، حيث يعمل فيه كمستشار لشركات ويقوم بمهمات توكل إليه من المنظمات. في عام 2007، كان هناك 950 مستشاراً في الموارد البشرية في العالم يشكلون سوقاً حجمه 18.8 بليون دولار. أكبر خمس شركات استشارات من حيث الأرباح هي ميرسر، إرنست أند يونغ، ديلويت، واتسون ويت (الآن جزء من تورز واتسون) ، أون (الان دمجت مع هويت) وبي دبليو سي كونسلتنج. في عام 2010، استشارات الموارد البشرية صنفت رقم 43 كأفضل وظيفة في أمريكا حسب السي إن إن.