«الجزيرة» - سلطان المواش:
أكد المشرف العام على صندوق التنمية العقارية منصور بن ماضي أن برنامج القرض العقاري المدعوم اختصر جهد وعمل 25 عامًا لتمكين الأسر السعودية من تملك المسكن الملائم، موضحًا أن البرنامج المتجدد في ابتكار الحلول التمويلية والسكنية مكّن خلال الفترة من يونيو 2017م حتى نهاية أكتوبر الماضي أكثر من 370 ألف أسرة سعودية.
وأضاف خلال مؤتمر «يوروموني» الافتراضي بالشراكة مع صندوق التنمية العقارية، الذي بدأت فعالياته في أكتوبر الماضي تحت عنوان «تمويل الإسكان السعودي» برعاية وزير الإسكان ماجد بن عبدالله الحقيل، بأن ثقة المواطن المستفيد بما يقدمه الصندوق العقاري من برامج وممكنات كانت مصدر نجاح «القرض المدعوم»، مشيرًا إلى أن المنجزات التي تحققت خلال الأعوام الثلاثة الماضية من حيث تمكين 370 ألف أسرة، والانتهاء من قوائم الانتظار، وإعلان الاستحقاق الفوري للدعم السكني، وبناء شراكة فعالة مع منظومة الإسكان والجهات التمويلية، جاءت نتيجة لتحقيق مستهدفات برنامج الإسكان 2020(أحد برامج رؤية 2030) لرفع نسبة تملك المواطنين 60 % عام 2020م وصولاً إلى 70 % عام 2030م.
وأكد ابن ماضي استمرارية والتزام «الصندوق العقاري» بإيداع الدعم الشهري لمستفيدي برنامج «سكني» من وزارة الإسكان والصندوق العقاري، مبينًا أن إجمالي ما تم إيداعه في حسابات المستفيدين منذ إعلان التحول في يونيو 2017م حتى نهاية نوفمبر الماضي أكثر من 24.5 مليار ريال.
وتحدّث المشرف العام على الصندوق عن أبرز التحديات التي واجهت «الصندوق العقاري» قبل إعلان التحوُّل، وقال: «كان لدينا قائمة انتظار أكثر من 480 ألف أسرة سعودية، تصل مدد انتظارهم للحصول على الدعم لقرابة 12 إلى 15 عامًا، إضافة إلى نموذج عمل لا يمكِّن سنويًّا إلا نحو 20 ألف مستفيد فقط؛ وهو ما تطلب منا إيجاد حلول جذرية لتحقيق حلم المواطنين في المسكن الملائم». مبينًا أن رؤية الوطن الطموحة كانت مصدر اتخاذ قرار تغيير نموذج العمل القديم للصندوق، ومعالجة التحديات كافة، وبناء استراتيجية فعالة مع منظومة الإسكان والجهات التمويلية من البنوك ومؤسسات التمويل لتمكين المواطن من الحصول على الدعم السكني بكل يُسر وسهولة.
وأشار ابن ماضي إلى أن استراتيجية التحوُّل ركزت على الاستدامة المالية والنظرة المستقبلية لأحقية الأجيال القادمة للسكن، وأتمتة الخدمات إلكترونيًّا، كما أسهمت في استثمار رأسمال الصندوق بما يعود بالنفع على المواطن من خلال ابتكار برنامج وممكنات مستقبلية، تستوعب حجم طلبات الدعم السكني.
وأوضح أن برنامج القرض العقاري المدعوم سجّل قفزات نوعية في إعداد المستفيدين، مع استمرارية توفير البرنامج خيارات تمويلية وسكنية. مشيرًا إلى أن عام 2019م سجّل ارتفاعًا بنسبة 260 % مقارنة بالعام 2018م، بينما خلال الفترة من يناير 2020 حتى نهاية أكتوبر الماضي سجّل استفادة أكثر من 195 ألف أسرة سعودية؛ وهو ما يؤكد ثقة المستفيدين بـ»القرض المدعوم».
وأضاف ابن ماضي بأن الصندوق العقاري قدّم أكثر من 70 ألف ضمان ائتماني لبعض المستفيدين المستحقين للدعم السكني، ممن لم تنطبق عليهم شروط الجهات التمويلية بسبب العمر أو محدودية الدخل. موضحًا أن برنامج الضمانات أحد ممكّنات «القرض المدعوم» لشريحة من المجتمع السعودي.
وأشاد المشرف العام على الصندوق العقاري بنجاح برنامج «القرض المدعوم»، ودوره الإيجابي والمؤثر على سوق التمويل العقاري بالمملكة. مبينًا أن سوق التمويل ارتفع بنسبة 300 % عام 2019م مقارنة بعام 2017م، بينما ارتفعت حصة الصندوق من إجمالي القروض العقارية المدعومة من 7 % عام 2017م إلى 94 % العام الحالي. كما سجّلت البنوك المحلية لأول مرة في تاريخها خلال عام 2019م والعام الحالي توقيع أكثر من 20 ألف عقد تمويلي عقاري شهريًّا.
الجدير بالذكر أن جلسات مؤتمر «يوروموني»، بالشراكة مع صندوق التنمية العقارية، انطلق بلقاء حصري مع وزير الإسكان ماجد الحقيل، واستمر خلال الشهرين الماضيين بعقد الجلسات الحوارية والتفاعلية افتراضيًّا للحديث عن المنجزات التي تحققت في قطاع الإسكان بالمملكة بمشاركة عدد من مسؤولي وزارة الإسكان والصندوق العقاري والشركة السعودية لإعادة التمويل وخبراء القطاع المالي من داخل وخارج المملكة.