نعم سيبقى وطننا في القمة بكل فخر واعتزاز، وتظل مكانته عالية بين الأمم، ورايته خفاقة تتطلع إليها الهامات وتشرئب لها الأعناق، كيف لا وهي تحمل كلمة التوحيد التي هي النعمة الكبرى التي منَّ الله بها علينا وأكرم أرضنا بأن تكون مهبط الوحي بها.
وتظل المملكة في القمة دائما بقياداتها الحكيمة المخلصة الذين أشادوا صرحًا من العطاء ونموذجًا للنهضة والبناء، فاستمرت مسيرته قوية عزيزة وارتفع بنيانه شامخًا منيعًا، وامتدت خيراته لتعمَّ جنبات الوطن في مختلف ميادين الحياة، وامتدت أياديه البيضاء لتنتشر بالخير والعطاء في أنحاء العالم وبصورة يشهد بها الجميع ممن يتابعون جهود المملكة في الميادين الإنسانية المتعددة التي تواصلت ولم تنقطع مهما كانت الظروف والأحوال.
نعم سيبقى وطننا في القمة دائما بفضل الله ثم بقيادته الراشدة، وبأبنائه المخلصين الأوفياء الذين يرسمون صورة مشرِّفة للوحدة الوطنية على أرض الخير والوفاء، والذين صاروا على قدر المسؤولية في تحمل تبعات المواطَنة وواجباتها التي يفرضها عليهم شرف الانتماء لأشرف وأغلى الأوطان، فاغتنموا الفرص التي وفرها لهم وطنهم في التعليم والتدريب والعمل، وضربوا أمثلة في البناء ونماذج في العطاء، وأثبتوا مقدرة فائقة في جميع الميادين، يَحكي بها عالم اليوم في مختلف المجالات.
وها هو مؤتمر قمة العشرين الذي ترأسته المملكة العربية السعودية، وتابع العالم فعالياته أصبح شاهدًا على عظمة هذا الوطن، وناطقًا بعلوِّ هِمم أبنائه، فقد نجحت القمة بقيادة بلادنا الواعية الحريصة على أن تتبوأ المملكة مكانتها العالية في عالم اليوم، فكانت خططها التنموية في قمة اهتماماتها، وارتفعت فوق صغائر الأمور التي روَّجت لها قلوبٌ حاقدة أو أقلامٌ مشبوهة مأجورة أو إذاعات وقنواتٌ مغرضة، فتركت الحاقدين تعوي ألسنتهم، والحاسدين تضطرم نيرانهم، وتفرغت للبناء وركزت جهودها على الخير والنماء، ورسَّخت سياساتها في الداخل والخارج على مبادئ الخير والفلاح والسلام.
وعملت قيادة المملكة على ترسيخ مكانة الوطن في الساحة الدولية، فكان النجاح الذي تحقق وترأست المملكة قمة العشرين وقادت قمتها بنجاحٍ وتفوُّق نال إعجاب العالم وتقديره، فقد حقق أبناء الوطن نجاحات متعددة في الميادين السياسية والاقتصادية والتقنية والثقافية الإعلامية والإدارية، وشهد العالم هذا النجاح والتميز للمملكة في قمة العشرين في ظروف استثنائية، وقمة عالمية استثنائية، وشاهد الجميع أبناء المملكة وهم يؤدون واجباتهم بثقة ومسؤولية، ويتعاملون مع التقنية بأرقى مستويات التعامل، ويتفانون في أداء أدوارهم المنوطة بهم بأرقى ما يكون الأداء، فلم تؤثر في مقدرتهم جائحة عامة بل تعاملوا مع أخطارها بوعي وإدراك، فقد وفرت لهم الدولة نظامًا صحيًّا متطورًا ومتكاملا، ولم يأبهوا بما تشنه حولهم قنوات الخديعة والمكر والضلال، فتفرغوا لمهامهم، وركزوا على واجباتهم فجاء أداؤهم رائعًا بكل المعايير والمقاييس، وكانت صدمة الحاقدين والحاسدين مدوية مؤلمة حين رأوا وشاهدوا أن نجاح القمة التي قادتها المملكة هو نجاح غير مسبوق، فقد فاق التوقعات و تخطَّى كثيرًا كل التصورات.
ولسنا هنا في مجال الحديث عمَّا اشتمل عليه برنامج اجتماع القمة من فعاليات، فالعالم قد تابع عشرات الفعاليات الني اشتملت عليها القمة من اجتماعات ولقاءات ضمت قادة القمة إلى جانب لقاءات عملٍ لمجموعات متخصصة، ومناقشاتٍ ثرية وندوات متعددة، وحلقاتِ نقاش افتراضية، ومشاركات متميزة للمرأة، وغير ذلك من الفعاليات والأنشطة التي انعقدت عبر الاتصال المرئي.
ولكن الحديث هنا عن روعة الأداء لقيادة هذا الوطن ولأبنائه الذين تلاحموا في منظومة العطاء فتحقق النجاح والتميز على قدر الطموح، مما صار مضرب المثل، ورسم أبناء الوطن صورة جديدة رائعة تُضاف إلى صور النجاح والتفرد في العطاء التي كرست معاني القمة في نفوسهم وهم يضيفونها إلى صور النجاح لتاريخ العمل الوطني.
وإذا كانت قمة العشرين قد نالت تقدير العالم، وأشاد المتابعون المنصفون بنجاحها وتميزها، وإذا كان العالم قد وقف معجبًا مشدودًا بجهود المملكة في مكافحة وباء كورونا، وما تقدمه المملكة لدول العالم النامية من عطاء إنساني نبيل، وما تضيفه أياديها البيضاء كل يوم من نجدة وإغاثة ومساعدات إنسانية، فإن كل ذلك - وهو محل التقدير من المواطن - سيبقى في رصيد بلادنا وهي تؤكد مكانتها وترسِّخها في عالم اليوم ليستمر الوطن دائمًا في القمة، ولعل ما طالعتنا به وسائل الإعلام العالمية مؤخرًا يثبت ذلك ويؤكده، حيث أفادت الأنباء في تقاريرها أن المملكة العربية السعودية تحتل الترتيب السادس عالميًّا كأكثر وِجهات السفر بين دول العالم أمانًا، في ظل جائحة كورونا، وأنها الدولة الوحيدة من بين دول الشرق الأوسط في هذا المجال.
فيالها من مكانة مرموقة تنال اهتمام جهات دولية معتبرة، فقد جاء ذلك في تقرير دولي يعتمد تصنيف معايير دول الاتحاد الأوروبي المشتركة لتنسيق القيود على السفر. وتلك المعايير اعتمدت منهجية التصنيف على المعايير الوبائية «من حيث قدرة الدول على احتواء الجائحة، وتحقيق الاستقرار خلال فترة طويلة من الزمن، وعلى كفاءة النظام الصحي للدولة، من حيث توفر السعة السريرية لغرف العناية المركزة والطواقم الطبية التي ترعى المرضى. كما اعتمدت المنهجية على الرصد والمتابعة من حيث التوسع في فحوصات كورونا، ومراقبة وعزل الحالات. وهذه المعايير التي أخذت بها المملكة في التعامل مع الجائحة قد جعلتها في قمة الدول المأمونة في السفر إليها بشهادة جهات عالمية معتبرة.
وهكذا فإن الوصول للقمة والمحافظة على موقع متميز بها سيظل هو طموح وطننا في ظل قيادة واعية رشيدة يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - مهندس رؤية المملكة 2030 - والتفاف أبناء الوطن حولهم في وحدة وطنية أشرقت على هذا العالم بكل معاني الخير والعطاء والوفاء.
حفظ الله بلادنا وقيادتنا، ووفقنا لتبقى المملكة في قمة الخير والسلام.
** **
- وكيل الوزارة بوزارة الثقافة والإعلام، سابقًا