فهد بن جليد
الحكمة تقتضي تأجيل خطط السفر للخارج -دون حاجة- على الأقل في الوقت الراهن، أبرز الوجهات السياحية شرقاً وغرباً وحتى خليجياً ما زالت تسجل أرقام إصابات مرتفعة، القرار في النهاية شخصي متى ما تم السماح بعودة السفر للخارج -حسب ظروف كل إنسان وحاجاته- ولكنَّ الفكرة برمتها تستحق التأمل والتفكر، السماح بالسفر في العديد من الدول ورفع القيود استجابة للحاجة الاقتصادية والسياحية شكل ضغطاً جديداً لخارطة انتشاركوفيد-19في تلك البلدان لناحية زيادة أعداد الإصابات فيها، هناك أصوات كانت تطالب بفتح السفر في المرحلة الأولى لدينا أسوة بغيرنا، تعامل السعودية بمسؤولية مع الجائحة كان واضحاً، هؤلاء أكثر من غيرهم يرفعون القبعة احتراماً للنتائج الإيجابية التي نشهدها اليوم ونحن نتابع أرقاماً منخفضة للإصابات، وسيطرة شبه تامة على خارطة الانتشار وانتقال العدوى، ما يجعلنا نثق أكثر وأكثر في كل قرار يتخذ لمنع انتشار الفيروس.
حديث الناس منذ بداية الجائحة وتعليق السفر هو عن الانزعاج الذي يشعرون به نتيجة عدم السفر خلال المدَّة الماضية، حتى أولئك الذين لم يعهد عنهم السفر أو مغادرة (مدنهم وقراهم) أصبحوا خبراء نفسانيين في تحليل ضغوط عدم السفر وتأثيرها على نفسية الفرد والمجتمع، ولن يجانبني الصواب لو قلت إنَّ أكثر وعد تم قطعه في الأشهر الماضية بين الأزواج والأصدقاء والأسر هو (وعود السفر) بعد انتهاء كورونا، التي سيصبح الوفاء بها من أكثر الأمور المحرجة، ونحن نقترب من رفع القيود عن السفر وعودة الحياة لطبيعتها في العديد من دول العالم.
السفر الدولي قريباً سيصبح مرهوناً بخضوع المسافر لـ(لقاح كورونا)، الفكرة أطلقها الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) مؤخراً بالتوافق على تطوير وثيقة سفر رقمية يستطيع من خلاها الركاب السفر دون حجر لمختلف دول العالم، ويصبح سفرهم آمنا ومرحبا بهم على متن جميع الطائرات وباتجاه كل المطارات، هل ستكون هذه آخر العقد التي ستحل في حبل السفر؟ ربما تصبح كذلك، وربما لن تكون مغرية لمن يفضل التريث حتى تتراجع الجائحة وتنحسر كلياً.
وعلى دروب الخير نلتقي.