علي الخزيم
ظهر ذاك الموتور بوجهه العَكِر على الفضائية البائسة ذاتها؛ والحماس يكاد يوقف أنفاسه المتشنجة يُمَجِّد ويثني على ما أسماها (الإنجازات الحوثية) التي استطاعت أن تُطوِّر صاروخاً مُجنحاً في صنعاء ثم ترسله ليدك -كما قال- المنشآت البترولية السعودية التي تمتلك أحدث الأسلحة المتطورة العاجزة عن صده! وأجزم أن من كانوا سابقاً يشاهدون المعتوه إيَّاه الذي تستدرجه ذات القناة بالمال للظهور كلما حققت مملكة العزم والحزم إنجازاً تنموياً حضارياً؛ أو تعرّضت لمقذوف حوثي بدعم من نظام طهران لينعق ضد السعودية العظمى؛ أجزم أنهم الآن يَرْثُون لحاله بعد أن أدركوا انه ضحل التفكير، فقير النفس والمنطق، ضئيل وأقل من أن يقف ليقلِّل من أي إنجاز ترسمه قيادتنا الملهمة، وهذه حقيقة ملموسة فإن ذلكم الناعق أمسى فاقداً كل مقومات المتحدث المُقْنِع لا سيما بعد أن تكشفت نوايا الفضائية التي تستأجره وغيره لمثل تلك الفواصل من الدجل المفضوح.
من بقي من مشاهدي الفضائية البائسة اعتادوا مؤخراً على تعكُّر المزاج بظهور المعتوه المتشنج وزمرته؛ وليعرفوا أنه بالجانب الآخر النقي هناك إعلان عن منجز حضاري أو مشروع عملاق داخل المملكة العربية السعودية أو بينها وبين دولة أو أكثر من الدول الراقية المتحضّرة، أدركوا وعرفوا أن أولئك المرتزقة لا يظهرون الَّا ليشوهوا الحقائق كما هي طبيعة فضائيتهم المرتبكة المهزوزة، إذ إنها لا تسير عبر مسارات الإعلام النقي الشريف بمواثيقه المتعارف عليها، فباتت عثراتها تتكرر وفضائحها المعلوماتية تتكشف وتزويرها للحقائق يتوالى، حتى انفَضَّ الجمع المشاهد المتابع من حولها، فأخذت تمعن بنهجها الفاسد المقيت ظناً منها أنه يُبقِي على بقية المخدوعين بها، ويتكسّب الناعقون لها من زيادة الأجور كلما زاد الفجور كذباً وافتراءً.
انزعجت فضائية النعيق ومن يقف خلفها حين نجحت مملكة الحزم بالتضييق على الفساد ومحاربة الفاسدين وأطلقت غربانها لتنعق ضد هذا الإنجاز الإصلاحي الذي لا تنتهجه سوى قيادة نزيهة صالحة تنشد الخير لمواطنيها والمقيمين بأرضها، ولم يرد الناعقون أن يدركوا أن الفساد لا يجتمع مع التطور الشامل المتكامل بمملكتنا الحبيبة، وكلما جفَّ جدول للفساد نشأ مشروع وإنجاز تنموي يثلج الصدور المخلصة ويغيض غيرها، ويتوالى انزعاجهم مع كل موقف وتقدم تحققه قيادتنا الرشيدة كما كان منهم حين رئاسة المملكة لقمة الدول العشرين وما أبهرت به الدول والمنظمات الدولية المشاركة بحسن التنظيم والريادة بالقيادة ومتانة المخرجات وصلابة القرارات، ولم تثمر كل محاولات التشويه وحملات الأكاذيب المغرضة للتأثير على جهود المملكة المكثفة الحثيثة لإنجاح القمة العالمية، وخابت مساعيهم المنحرفة ونجحت المملكة بقيادتها ومسؤوليها باستضافة التجمع رفيع المستوى وبما وصف بحق أنه حدث تاريخي للمملكة العربية السعودية وكنموذج للنتائج الإيجابية بإطار رؤية المملكة 2030، ولن ينجح من يلتفت لتُرَّهات المغرضين وأكاذيب المُبطلين؛ فكان لزاماً تجاهل أذاهم وعداوتهم ودسائسهم وتركها تنخر بوجدانهم وتقضُّ مضجعهم وتعكر صفوهم بما صنعت أيديهم، فما لهم سوى النعيق والنقيق، وليس أمامنا -بفضل الله سبحانه- سوى الإنجاز تلو الإنجاز.