«الجزيرة» - علي الصحن:
عكست صفقة الحارس الشاب حبيب الوطيان منهجية العمل المتبعة في نادي الهلال، ففي خبر مفاجئ أعلن المركز الإعلامي في النادي عن التوقيع مع اللاعب الذي قدم نفسه بصورة مثالية مع الفتح بعد استئناف المسابقات في الموسم الماضي، وبدون ضجيج ولا استخدام منصات التواصل الاجتماعي لتلميع الإدارة انضم الحارس للفريق، وتأكيداً لنظرة الخبير الذي اختار اللاعب كان الوطيان يقدم نفسه بصورة مثالية في أول مشاركة له مع الفريق، فخرج بشباك نظيفة، وفي المباراة الثانية ساهم بشكل كبير في تحقيق فريقه للقب مهم، وأمام خصم قوي ووسط ضغوط صعبة خاصة في ظل صغر سنه، والمقارنة التي عقدها بعضهم بينه وبين زميله عبدالله المعيوف.
صفقة الوطيان حملت العديد من الإيجابيات التي تحسب لإدارة النادي، ففضلاً عن مستوى الحارس وحضوره الجيد مع فريقه السابق، كان عنصر المفاجأة أحد أهم عوامل نجاح الصفقة، وعدم دخول أطراف أخرى للمزايدة عليها، كما أن غياب الخبر وأطرافه عن وسائل الإعلام، أمركشف أن إدارات الأندية قادرة على العمل بهدوء وبعيداً عن الضغوط، فإن نجحت الصفقة فهذا مطلبها، وإن كان غير ذلك فقد نجت من الملامة ولم تضع نفسها فيما يسبب الحرج أمام مدرجها.
أعود إلى السطر الأول والحديث عن منهجية العمل في النادي الأزرق، وأقول: إن رئيساً شاباً مثل فهد بن نافل كان قادراً على توسد الإنجاز القاري الكبير الذي انتظره أنصار فريقه، لكن الطموح لم يكن ليتوقف عند بوابة السيتاما، بل تعداه إلى العمل بوثيقة الهلال الشهيرة، وهي أن الإنجاز لا يعني النهاية، وأن الذهب لا يشير إلى تحقق كل الأماني، والصعود إلى المنصة يجب أن يكون عادة الفريق على الدوام، لذلك حقق الهلال اللقب الآسيوي السابع ثم أتبعه ببطولة دوري الأمير محمد سلمان وتوج ذلك بتحقيق البطولة الأغلى كأس خادم الحرمين الشريفين، ومع هذا كله بقي ابن نافل هادئاً محتفظاً بهيبته ووقاره، ومؤكداً أن العمل سيتواصل حتى يسعد جماهير فريقه.
هنا أشير إلى أن ما فعله ابن نافل امتداد لما قدمه رؤساء هلاليون سبقوه إلى المنصب وحققوا الكثير من الإنجازات ومع ذلك ظلوا محتفظين بهدوئهم ومواصلين العمل من أجل النادي، حتى بعد مغادرتهم وبعيداً عن الرسميات، لأن ما يربطهم بالهلال ليس العمل بل العشق الذي يجمعهم بالنادي الآسيوي الأول، وهم يجتمعون دائماً على أن الهلال هو الأهم، وأن تاريخه هو من سيبقى في النهاية.
الإنجازات الهلالية المتتالية تؤكد أن العمل فقط هو من يحقق النتائج، أما الأحاديث والتصاريح والوعود فإنها تذهب مع أول صافرة في المباراة.