حرص مستشفى وادي الدواسر على الاحتفال بتشافي حالة حرجة من فيروس كورونا المستجد قبل أيام بطريقة خاصة ومبتكرة للتعبير عن الامتنان والتقدير لأبطال المستشفى، وذلك بإنتاج مقطع مصور، تم تناقله في وسائل التواصل الاجتماعي، أظهر تعافي حالة مرضية لأحد المقيمين بعد تنويمه بالمستشفى لمدة 27 يومًا، منها 17 يومًا بالعناية المركزة. وأتى هذا التعافي مع ارتفاع نسبة التشافي إلى 94 %.
أعد مجموعة من الأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات والكوادر الإدارية أنفسهم للمشاركة في الاحتفال بتشافي تلك الحالة، والفخر بهذا المنجز الذي كانوا شركاء فيه؛ وإذا بالمريض يُفاجَأ بإطلالتهم قبل أن يغادر، وهو يراهم وجهًا لوجه، وغمرتهم الفرحة التي عبّرت عن نفسها بأكف ضراعة وتصفيق ومشاعر عفوية، حركت قلوب جميع من شاهد الفيلم القصير و»المشهد الجميل» الذي كانوا ينتظرونه في أزمة الجائحة.
كان عنوان المقطع «نصنع اللحظات الجميلة.. لا ننتظرها»، ويحمل الكثير من الدلالات والمعاني للإنسان، وهو يبتهج بالمنجز رغم شحابة الأزمة.. يتحملون، ويصبرون على الابتعاد عمن يعز عليهم ويحبونهم، لكنه النداء الوطني الذي يكبر دور كل منا تجاهه، وخصوصًا تحت تأثير هذه الظروف الاستثنائية التي أوجبتها جائحة «كورونا»، وتركت الجميع في حالة ذهول واستنفار، وتضاعفت فيها المهام والأعباء على أبطال وزارة الصحة، خط الدفاع الأول.
من العبارات الواردة في المقطع «دورنا المحافظة على صحة وسلامة المجتمع»، و»قادرون على إنجاز مهامنا في أقسى الظروف»، و»حملنا شفاءك في قلوبنا.. وصحتك في إرادتنا.. سعداء بخروجك»، و»لا نتوقف.. حتى تسجيل نجاح في إنقاذ الأرواح بامتياز».
ونحن نشاطر مستشفى وادي الدواسر الاحتفال المميز بهذه الحالة المرضية، وبهؤلاء الأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات، ونعبّر لهم عن امتناننا وتقديرنا. ولا يفوتنا تقديم العرفان والامتنان والشكر لآلاف الشباب الذين تطوعوا في عموم مناطق ومحافظات المملكة، ممن سارعوا للانخراط في الصفوف الأولى، من الكوادر الصحية المرخصة مهنيًّا، والطلبة المتخصصين في المجال الصحي، والكادر الصحي المتقاعد، تجدهم خلال ساعات العمل لا تفارق الابتسامة محياهم، رغم أن البعض منهم لا يرى أسرته إلا ساعات قليلة في اليوم، وبعضهم أكثر من ذلك.
ويعتبرون أن جميع الأعمال التي يقومون بها غير كافية لرد ولو شيء بسيط من الدَّين الكبير الذي يغمر الأعناق بالفضل والإحسان تجاه سعودية المحبة والعطاء.
يقدم الأطباء والطبيبات والممرضون والممرضات والكوادر الإدارية صورًا بالغة في البهاء لروح العطاء والبذل والإيثار، بكل صمت من دون ضجة أو ضجيج، نظير أولئك الذين لا يفكرون إلا في الظهور أمام الفلاشات، وتوظيف نظير هذه المواقف الفريدة في صالح رغباتهم، وبما يخدم أهدافهم النشاز والضيقة.
شكرًا وزارة الصحة، وكل التحايا والتعظيم لأبطالها، خط الدفاع الأول، ومتطوعيها.